[1] قوله عليه السلام:« منهم من هدى اللّه» يعنى
الذين لم يبطلوا فطرتهم الاصلية و تفكروا في أنهم من أين جاءوا و إلى أين نزلوا و
أي شيء يطلب منهم و استمعوا إلى نداء الحق و جاهدوا فيه فيدركهم اللطف و التوفيق
و الرحمة كما قال سبحانه:« وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنا».
و قوله عليه السلام:« و منهم من
لم يهده اللّه» أي الذين أبطلوا فطرتهم الاصلية و لم يتفكروا فيما ذكر و أعرضوا عن
سماع نداء الحق فيسلب عنهم الرحمة و اللطف و التوفيق و هو المراد من عدم هدايته
إياهم.
[2] لما علم اللّه سبحانه استعداداتهم و قابلياتهم
و ما يؤول إليه أمرهم و مراتب إيمانهم و كفرهم فمن علم أنهم يكونون راسخين في
الايمان كاملين فيه و خلقهم فكانه خلقهم للايمان الكامل الراسخ و كذا الكفر و من
علم أنهم يكونون متزلزلين مترددين بين الإيمان و الكفر فكانه خلقهم كذلك فهم
مستعدون لايمان ضعيف فمنهم من يختم له بالايمان و منهم من يختم له بالكفر فهم
المعارون و الظاهر أن المراد بفلان أبو الخطاب( محمّد بن مقلاص الأسدى الكوفيّ) و
كنى عنه بفلان لمصلحة فان أصحابه كانوا جماعة كثيرة كان يحتمل ترتب مفسدة على
التصريح باسمه( آت). و يدلّ على أن المراد باحدهما الصادق عليه السلام لان ابا
الخطاب لم يدرك أبا جعفر عليه السلام.
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 417