عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مُنَجِّمٌ قَائِفٌ عَرَّافٌ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ قَدْ مَرَّ مُنْذُ دَخَلْتَ عَلَيْنَا فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَالَماً كُلُّ عَالَمٍ أَكْبَرُ مِنَ الدُّنْيَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَتَحَرَّكْ مِنْ مَكَانٍ قَالَ مَنْ هُوَ قَالَ أَنَا وَ إِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِمَا أَكَلْتَ وَ مَا ادَّخَرْتَ فِي بَيْتِكَ[1].
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ وَ كَانَ زَيْدِيّاً قَالَ: كُنْتُ بِالْعَسْكَرِ فَبَلَغَنِي أَنَّ هُنَاكَ رَجُلًا مَحْبُوساً أُتِيَ بِهِ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّامِ مَكْبُولًا[2] وَ قَالُوا إِنَّهُ تَنَبَّأَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ فَأَتَيْتُ الْبَابَ وَ دَارَيْتُ الْبَوَّابِينَ حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ فَهْمٌ[3] فَقَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَبَيْنَا أَنَا فِي عِبَادَتِي إِذْ أَتَانِي شَخْصٌ فَقَالَ لِي قُمْ بِنَا فَقُمْتُ مَعَهُ فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذْ أَنَا مَعَهُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ تَعْرِفُ هَذَا الْمَسْجِدَ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ هَذَا مَسْجِدُ الْكُوفَةِ قَالَ فَصَلَّى وَ صَلَّيْتُ مَعَهُ فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا نَحْنُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فَصَلَّى وَ صَلَّيْتُ مَعَهُ وَ صَلَّى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ دَعَا لَهُ فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا نَحْنُ بِمَكَّةَ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى قَضَى مَنَاسِكَهُ وَ قَضَيْتُ مَنَاسِكِي مَعَهُ فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذْ أَنَا بِمَوْضِعِي الَّذِي كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فِيهِ بِالشَّامِ وَ مَضَى الرَّجُلُ فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ إِذْ أَنَا بِهِ فَفَعَلَ بِي مِثْلَ فِعْلَتِهِ الْأُولَى فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مَنَاسِكِنَا وَ رَدَّنِي إِلَى الشَّامِ وَ هَمَّ بِمُفَارَقَتِي قُلْتُ لَهُ سَأَلْتُكَ بِحَقِّ الَّذِي أَقْدَرَكَ عَلَى مَا رَأَيْتُ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي مَنْ أَنْتَ قَالَ فَأَطْرَقَ طَوِيلًا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى قَالَ فَتَرَاقَى الْخَبَرُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتِ فَبَعَثَ إِلَيَّ فَأَخَذَنِي وَ كَبَّلَنِي فِي الْحَدِيدِ وَ حَمَلَنِي إِلَى الْعِرَاقِ وَ حَبَسَنِي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَارْفَعْ قِصَّتَكَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ وَ مَنْ لِي يَأْتِيهِ بِالْقِصَّةِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ فَكَتَبَ قِصَّتَهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ ذَكَرَ فِي قِصَّتِهِ مَا كَانَ فَوَقَّعَ فِي
[1] مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثاني عشر، و منقول في البحار ج 11 ص 9 منه و من الاختصاص.
[2] أي مقيدا.
[3] في البصائر و الكافي و الخرائج و الإرشاد« له فهم و عقل. فقلت له: ما قصتك؟ قال إنّي كنت بالشام اعبد اللّه في الموضع الذي يقال: إنّه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام».