إلّا أنّ من جملة علماء العامّة رجلا يقال له ركن الدّين أبو الفضل العراقى ابن محمّد بن العراقىّ القزوينى الطّاوسىّ المنتسب إلى طاوس اليمانّى، و قد ذكر فى حقّه ابن خلّكان المؤرّخ أنّ له ثلاثة تعاليق في علم الخلاف مختصر و متوسّط و مبسوط، ثمّ قال و اجتمع عليه الطّلبة بمدينة همدان و قصدوه من البلاد البعيدة و القريبة للإستفادة عليه، و علّقوا تعاليقه و بنى له الحاجب جمال الدّين بهمدان مدرسة تعرف بالحاجبيّة، و توفّى بهمدان فى جمادى الآخرة سنة ستّمأة، فيكون هو على ذلك فى طبقة صاحب العنوان و كان بين تعليقهما مناسبة و مقابلة من هذه الجهة و لا يبعد كون التّعليق العراقىّ تعليقا على تعليق العراقّى بن العراقى، فحذف لفظ التّعليق المضاف فى هذه التّسمية من كثرة الإستعمال و روما للاختصار، و يمكن أن يكون المصطلح فى الأزمنة القديمة تسمية كلّ شىء يكتبونه فى فنون الحكمة و الكلام بالتّعليق كما يرشد إلى ذلك كتاب «تعليقات الفارابى» الّذى جميع عناوينه برسم تعليق تعليق مع انّه ليس بحاشية كتاب ظاهرا فليتأمّل.
ثمّ انّ فى «رياض العلماء» ترجمة بالخصوص للشّيخ جمال الدّين علىّ بن محمود الحمّصّى، الأصل، ثمّ الرازى مذكورا فيها بعد وصفه بهذه النّسبة ما صورته هكذا:
فاضل عالم متكلّم كامل له كتاب «مشكوة اليقين فى اصول الدّين» و قد يقال أنّه من تصانيف والده الشّيخ سديد الدّين محمود الحمصّي أستاد الشّيخ منتجب الدّين صاحب كتاب «التّعليق العراقىّ» فى الكلام انتهى.
و رأيت فى بعض السّفائن المعتبرة من جملة حكايات الشّيخ جمال الدّين علىّ ابن محمود الحمصّى المذكور قدّس سرّه المبرور أنّه قال فى أثناء درسه بالرّىّ رأيت فى المنام انّى أقيم هذا البرهان على نفى اتّحاد البارى تعالى بأحد من خلقه كما هو مذهب الحلوليّة أو القائلين بوحدة الوجود من الصوفيّة، و تحريره أنّ وجوده تعالى لو كان عين وجود خلقه و لا شكّ فى تعدّد أفراد الممكنات لزم انقسام ذاته تعالي و حينئذ إمّا