قدّس اللّه روحه- سمعنا ذلك من بعض المشايخ، و ذكر أنّه وجده بخطّ المقداد تلميذ الشّهيد إنتهى كلام «الأمل».
و قال شيخنا الشّهيد الثّانى رحمه اللّه فى «شرح اللّمعة» عند قول المصنف «إجابة لإلتماس بعض الدّيانين» و هذا البعض هو شمس الدين محمّد الآوي من أصحاب السّلطان علىّ بن مؤيد ملك خراسان و ما والاها فى ذلك الوقت الى أن استولى على بلاده تيمور لنك فصار معه قسرا إلى إن توفّى فى حدود سنة خمس و تسعين و سبعمأة بعد أن استشهد المصنّف- قدّس اللّه سرّه- بتسع سنين، و كان بينه و بين المصنّف قدّس سرّه مودّة، و مكاتبة على البعد إلى العراق، ثمّ الى الشّام، و طلب منه اخيرا التّوجه إلى بلاده فى مكاتبة شريفة أكثر فيها من التّلطّف و التّعظيم و الحثّ للمصنّف رحمه اللّه على ذلك، فأبى و اعتذر إليه، و صنّف له هذا الكتاب بدمشق فى سبعة أيّام لا غير، على ما نقله عنه ولده المبرور أبو طالب محمّد، و أخذ شمس الدّين الآوى نسخة الأصل، و لم يتمكّن أحد من نسخها منه لظنّته بها، و إنّما نسخها بعض الطّلبة و هو فى يد الرّسول تعظيما لها، و سافر بها قبل المقابلة فوقع فيها بسبب ذلك خلل ما، ثمّ أصلحه المصنّف بعد ذلك بما يناسب المقام، و ربّما كان مغايرا للأصل بحسب اللّفظ، و ذلك فى سنة اثنتين و ثمانين و سبعمأة.
و نقل عن المصنّف رحمه اللّه انّ مجلسه بدمشق فى ذلك الوقت ما كان يخلو غالبا من علماء الجمهور لخلطته بهم و صحبته لهم، قال: فلمّا شرعت فى تصنيف هذا الكتاب كنت أخاف أن يدخل علىّ أحد منهم فيراه، فما دخل علىّ أحد منذ شرعت فى تصنيفه إلى أن فرغت منه، و كان ذلك من خفّى الألطاف، و هو من جملة كراماته قدّس اللّه روحه و نور ضريحه انتهى[1].
و فيه من الدّلالة على بطلان ما ذكره صاحب «الأمل» من كون تأليفه كتاب اللّمعة فى سنة حبسه الّتى كانت خاتمة سني حياته ما لا يخفى.