و عاد إلى نيسابور، فاملاء، فقوبل بنسخة الأصل فلم يوجد بينهما كثير تفاوت و كان له ضنة بالتّصنيف و التعليم، و له «مختصر فى الطّبيعيات» و «رسالة فى الوجود» و «رسالة فى الكون و التّكليف».
و كان عالما بالفقه و اللّغة و التّواريخ، و دخل الخيّامى على الوزير عبد الرّزّاق، و كان عنده إمام القرّاء أبو الحسن الغزالى، و كانا يتكلّمان فى اختلاف القرّاء فى آية فقال الوزير على الخبير سقطنا، فسأل عنها الخيّامى، فذكر اختلاف القراءات و علل كلّ واحدة منها، و ذكر الشّواذ و عللها، و فضّل وجها واحدا، فقال الغزالى كثّر اللّه فى العلماء مثلك، فانّى ما ظننت أنّ أحدا يحفظ ذلك من القرّاء فضلا عن الحكماء.
و أمّا أجزاء الحكمة من الرّياضيّات و المعقولات، فكان ابن نجدتها ثمّ أخذ فى شرح مجلس ملاقاته مع حجّة الإسلام الغزالى، و بيان ضننته فى جواب مسألته و قد ذكر تفصيل ذلك المجلس بعضهم بما صورته: كان عمر الخيّامى مع تبحّره فى فنون الحكمة سيىء الخلق، و له ضنته بالتّعليم و الإفادة و ربّما طوّل الكلام فى جواب ما يسئل عنه بذكر المقدّمات البعيدة، و بايرادها لا يتوقّف المطلوب على ايراده ضننته منه بالاسراع إلى الجواب.
دخل عليه حجّة الاسلام الغزالى يوما و سأله عن المرجّح لتعيّن جزء من أجزاء الفلك للقطبيه دون غيره مع أنّه متشابه الأجزاء، فطوّل الخيّامى الكلام و ابتدء بانّ الحركة من أىّ مقولة و ضنّ بالخوض فى محلّ النّزاع كما هو دأبه و امتدّ كلامه إلى أذان الظّهر، فقال الغزالى: جاء الحق و زهق الباطل و قام و خرج انتهى.
و قيل له أشعار حنة بالعربيّة و الفارسيّة منها:
يدير لى الدّنيا بل السّبعة العلى
بل الافق الأعلى إذا جاش خاطرى
اصوم عن الفحشاه جهرا و خفية
عفافا و افطارى بتقديس فاطرى
قلت: و من المنسوب إلى الخيّام بالفارسيّة و هو صريح فى الجبريّة و الاشعريّة قوله: