و أهل العرفان، و شرح الميرزا علاء الدّين الحسينى الإصفهانى الملقّب بگلستانة على مذاق الأخباريّين، و قال أيضا انّ ابن ابى الحديد متكلّم كتب على طرز الكلام و أبن ميثم حكيم كتب على قانون الحكمة، و كثيرا ما يسلّط يد التّأويل على الظّواهر حتّى فيما لا مجال للتاويل فيه، و ابن ابى الحديد مع تسنّنه قد يتوهم من شرحه تشيّعة و ابن الميثم بالعكس انتهى.
و ظاهر كثير من أهل السنّة أيضا إنكار تسنّن الرّجل رأسا بعد تشبّث الشّيعة فى اسكاتهم و الالزام عليهم بكلماته المفيدة، و انصافاته المجيدة، و اعترافاته المكرّرة الحميدة.
هذا و قد ذكره الشّيخ عبد الرّزاق بن احمد بن محمّد بن أبي المعالى الشّيبانى الفوطى الاديب المؤرّخ المشهور بنسبه الّذى تصدر به العنوان الى قولنا الأصولى.
ثمّ قال بعد ذلك كان من أعيان العلماء الأفاضل، و أكابر الصّدور و الأماثل، حكيما فاضلا، و كاتبا كاملا، عارفا باصول الكلام، يذهب مذهب المعتزلة، و خدم فى الولايات الدّيوانيّة، و الخدم السّلطانيّة، و كان مولده فى غرّة ذى الحجّة سنة ستّ و ثمانين و خمسمأة، و اشتغل و حصّل و صنّف و ألّف، فمن تصانيفه «شرح نهج البلاغة» عشرين مجلدا، و قد احتوى هذا الشّرح على ما لم يحتو عليه كتاب من جنسه، صنّفه لخزانة كتب الوزير مؤيّد الدّين محمّد بن العلقمى رحمه اللّه، و لمّا فرغ من تصنيفه أنفذه على يد أخيه موفّق الدّين أبى المعالى فبعث له بمأة ألف دينار، و خلعة سنية و فرس، فكتب إلى الوزير هذه الابيات: