و لعلّ فى مدفنه الشّريف و ابياته السّابقة ايماء إلى ذلك ايضا فليتامّل، و ليلاحظ انشاء اللّه.
ثم ليعلم انّ هذا الشّيخ غير سعد بن محمد بن صبيح الاستاذ أبى عثمان الغسانىّ القيروانىّ النّحوىّ، الّذى ذكره صاحب البغية و قال: الصّفدى: هو أحد الأعلام، كان إماما متفنّنا، و كان يذمّ التّقليد، و يقول هو من نقص العقول و دنائة الهمم، له «توضيح المشكل فى القرآن»[1] و «المقالات فى الاصول» و «الامالى» و «الرّد على الملحدين» «و الاستيعاب» و غير ذلك مات فى حدود الثلاثمأة. و فى موضع آخر من كتابه[2] انّه مات شهيدا سنة أربعمأة.
327 المولى سعد بن عمر بن عبد اللّه التفتازانى الهروى الشافعى الخراسانى[1]
اسمه مسعود بن عمر، كان من أعاظم علماء العامّة، و أفاضل محقّقيهم المتبحّرين، صاحبا للعربيّة و المنطق و الّاصولين، بل الفقه و التّفسير و غير ذلك، و عبارته فى غاية الحسن و السّلامة و المعنويّة و الملاسة، و له مصنّفات جمّة، تدلّ على عظم موقعه، وجودة فهمه، و وفور علمه، و متانة رأيه، و استقامة سليقته، و كثرة احاطته، و حسن تصرّفه، و تماميّة فضله، و كونه علّامة من العلمآء، و محقّقا فى فنون شتّى، مع انّ الجامعيّة و التّحقيق قلّ ما يجتمعان فى رجل واحد، قال ابن حجر العسقلانى: كما فى «بغية الوعاة»: انّه ولد سنة اثتى عشرة و سبعمأة، و أخذ عن القطب،
(*) له ترجمة فى: آداب اللغة 3: 235، البدر الطالع، بغية الوعاة 2: 285، دائرة المعارف الاسلامية 5: 339، الدرر الكامنه 5: 119 شذرات الذهب 6: 319، الكنى و الالقاب 2: 121، مجمل فصيحى 3: 124 و فيه انه توفى فى سنة سبع و ثمانين و سبعمأة.