144 العجب العجاب و انجب الانجاب و حيرة اولى الالباب و خيرة اللّه العزيز الوهاب و سيد حجاج بيت اللّه المستطاب مولانا الحاج سيد محمد باقر بن السيد محمد تقى الهاشمى العلوى الحسينى
الموسوى النسب الشفتى الرشتي الجيلانى الأصل و اللقب الغروي الحائرى الكاظمى العلم و الأدب العراقى الإصفهاني البيدآبادي المنشأ و الموطن و المدفن و المآب- أسكنه اللّه مساكن أوليائه المقرّبين في يوم الحساب، و جزاه أفضل جزاء المجتهدين من الأصحاب في مواقف أجداده الأطياب- كان- رحمة اللّه تعالى على روحه المنوّر و مرقده المعطّر- أرفع من أن يصفه الواصفون في أمثال هذا الكتاب أو يخرج عن عهدة شيء من ثنائه ألسنة أرباب الخطاب حيث إنّه اجتمع فيه مكارم أخلاق الأنبياء العشرة الكاملة و انتزع عنه من يوم خلقه اللّه سائر صفات الخلق الغير العادلة. رأيته في العقل أفضل جميع أهل زمانه بل عين إنسان هو إنسان عين جميع أترابه و أقرانه و وجدته في الدين دانت له قاطبة حفّاظه و ديّانه و خزّانه بل إيمان الخلايق جزوا من إيمانه، و اعتقدته في العلم أفقه من تكلّم على حقيقة شيء من برهانه، و تفطّن إلى دقيقة فرع من أغصانه و لقيته في الحلم أحلم من كظم الغيظ على الجاهلين بمنزلته و مكانه، و أحمل من حمل أعباء الخلايق بحسن خلقه و طيب لسانه، و ألفيته في الجود معترفا كلّ موجود بأنّه من رهائن إحسانه بنفسه أو بماله أو بعلمه أو بشأنه، و وافيته في العرف، معروفا بين أهل الجوانب من الأرض بأنّه مزيّن ديوانه و مذيّل عنوانه كيف لا و مسجده الجديد الأعظم بإصبهان يشهد بعلوّ كعبه و رفعة بنيانه. بل هو آية من آيات ملكه و علامة من علامات سلطانه، و شاهدته في البرّ أوصل كلّ أحد بالقاطعين من رحمه و إخوانه، و باصرته في الصبر أملكهم للنفس عند تراكم أشجانه، و توارد هزاهزه و أحزانه فلم يترجّح ميزان أحد من الصابرين على ميزانه و عاينته في الشكر فوق كلّ من شكر ربّه بجنانه، و أظهره بنطقه و بيانه و ثلّثهما بالعمل بأركانه، و شبّهته في اللين سيّد المرسلين مع جميع أقوامه و أخدانه. فاستوفى مراتب المعارف و الأخلاق بأسرها، و استقصى مدارج