ابلغ و أعاده علىّ، و هكذا كلّما بلغت به النهاية يعيده علىّ إلى حيث حفظته. فانتبهت من سنتى متلهفا عليها إلى يوم القيامة. انتهى.
و قد ادّعى مثل هذا الزيادة أيضا في كيفيّة دعاء الاعتصام و غير ذلك بل ذكر في بعض المواضع أنّه كثيرا ما يودّع جسده الشريف و يخرج إلى سير معارج الملكوت.
ثمّ يرجع إليه مكرها، و اللّه أعلم بحقيقة مراده و خبيئة فؤاده.
ثمّ إنّه- رحمه اللّه- كتب صورة إجازة قراءة الحرز المذكور لبعض تلامذته بهذه الصورة: لقد قرأ عليّ الحرز الحارز الكريم بطرقه الثلاثة أربى اللّه تعالى عواليه و ضاعف معاليه فأجزت له أن يواظب على قراءته و أن يرويه عنّى بالشرائط المعتبرة عند أصحاب الرواية و أرباب الدراية، و كتب بيمناه الداثرة أحوج الخلق إلى اللّه الحميد الغنىّ محمّد بن محمّد يدعى باقر بن داماد الحسينى ختم اللّه بالحسني حامدا مصليّا. انتهى.
و من جملة من يروى عنه بالإجازة هو السيّد حسين بن حيدر الكركى العامليّ الآتى ذكره، و جماعة من العلماء.
و له أيضا تلامذة نبلاء: منهم المولى صدر الدين محمّد الشيرازي الآتى ذكره و ترجمته في باب الضاد المهملة إن شاء اللّه، و كان عندنا بخطّه الشريف كتاب «رواشح» استاده المذكور، و عليه منه قيود و تعليقات، و له الرواية أيضا عنه، و قد ذكره أيضا صاحب «أمل الآمل» بهذه الصورة: الأمير الكبير محمّد باقر بن محمّد الحسينى الاستر- آبادي الداماد. عالم فاضل جليل القدر. حكيم متكلّم ماهر في العقليّات، معاصر لشيخنا البهائى، و كان شاعرا بالفارسيّة و العربيّة مجيدا. روى عن خاله الشيخ عبد العالى إجازة و روى أيضا عن الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي إجازة، و قد رأيت الإجازتين، و هو ابن بنت الشيخ عليّ بن عبد العالى الكركى، و قد ذكره السيّد عليّ بن ميرزا أحمد في «سلافة العصر» فقال بعد ما أثنى عليه ثناء بليغا: من مصنّفاته في الحكمة «القبسات» و «الصراط المستقيم» و «الحبل المتين» و في الفقه «شارع النجاة» و له حواش على «الكافي» و «الفقيه» و «الصحيفة» و «رسالة في النهى عن تسمية المهدي- صلوات اللّه عليه-» و غير ذلك.
توفّى سنة إحدي و أربعين و ألف، و من مؤلّفاته أيضا كتاب «عيون المسائل»