132 امام ائمة اللغة الشيخ ابو نصر اسمعيل بن حماد الجوهرى الفارابى
صاحب كتاب «صحاح اللغة» المشهور الّذي انتخبه بعضهم على ترتيبه باسقاط شواهده، و أخباره، و سمّاه ب «منتخب الصحاح»، و جمع أكثر لغاته أيضا محمّد بن أبى بكر بن عبد القادر الرازى بطريق الاختصار فيما يقرب من خمسة عشر ألف بيت، و سمّاه «مختار الصحاح» و ضمّ إليه فوائد كثيرة من تهذيب الأزهرى، و أخرجه آخر أيضا إلى الفارسيّة بعد التلخيص: و هو الشيخ ابو الفضل محمّد بن عمر بن خالد المدعوّ بجمال الدين القرشى فوسمه «بالصراح من الصحاح»، و أنشد على فواتحه أيضا أبياتا في وصف الكتاب و مصنّفه، و لابن برى أيضا عليه حواش مفيدة كما افيد.
كان أحد أفراد الدهر. إماما متقنا لفنون الأدب و خصوصا اللغة، و معاصرا لكنيّه المعلّم الثاني، و كثير من اللغوييّن و الادباء المهرة، و هو أوّل من رتّب تفصيل ألفاظ العرب بترتيب صحاحه المأنوس مخالفا لما هو من ترتيب «المحيط» «و النهاية» و «القاموس» ثمّ تبعه في ذلك من المتأخّرين صاحب «مجمع البحرين» و غيره، و عدد أبيات «الصحاح» تخمينا خمسة و أربعون ألفا على زنة «مجمع البحرين».
و قال في خطبته: الحمد للّه شكرا على نواله، و الصلوة على محمّد و آله، و فيه من الدلالة على عدم تعصّبه لأهل السنّة الّذين لا يرضون بترك الصلوة على الصحابة ما لا يخفى. و لبعضهم فيه عمل هذين البيتين.
للّه درّ الجوهرى فإنّه
لعلى ذرى التصنيف أحسن مرتق
عمل الصحاح و حاز في ترتيبه
قصب السباق لما به لم يسبق
هذا، و عن ابن الصلاح أنّه قال في «مشكل الوسيط» لا تقبل ما تفرّد به صاحب «الصحاح» و أنكر عليه قوله: سائر الناس جميعهم، و قال: إنّه تفرّد به، وردّ بأنّه لم يتفرّد به فإنّ التقريرى و الجوالى و غيرهما تقلّدا ذلك، و بالجملة فقد تلقّت الامّة كتابه بالقبول كما نراه عيانا، و صرّح به أيضا بعض الأعيان و عن صاحب «معجم