ب «مسكّن الفؤاد» عند فقد الاحبّة، و الأولاد، و هو في الحقيقة مصنّف مغن في هذا المعنى جامع لنوادر أخبار ينقلها المتأخّرون عنه، و غرائب حكايات للصالحين، و لمّا استشهد الوالد اشتغل الولد في تلك النواحى المقدّسة على جملة من فضلائها البارعين إلى أن عرف رشده، و بلغ أشدّه فانتقل مع أخيه في اللّه المتقدّم إليه الإشارة إلى أرض النجف الأشرف، و تلمّذ بها على المذكورين قبل بل كان أكثر مقامه و معظم تصنيفاته أيضا في تلك الحضرة المباركة حتّى أنّ صاحب «حدائق المقرّبين» زعم أنّه توفّى بها أيضا، و هو خلف كيف و من المشتهر المنقول عن خطّ تلميذه السيّد حسين بن صاحب «المدارك» أنّ وفاته- قدّس سرّه- كانت بقرية جبع المتقدم بيانها في مفتتح المحرّم من شهور سنة إحدى عشر و ألف هجريّة. هذا
و قد كان له ولدان فاضلان جليلان وقفت على صورة إجازته لهما بالنجف الأشرف: أحدهما الشيخ أبو جعفر محمّد والد الشيخ علىّ، و الشيخ زين الدين الفاضلين المعروفين، و جدّ سائر فضلاء تلك السلسلة العليّة، و الآخر الشيخ أبو الحسن علىّ و لم أقف إلى الآن على كتاب له بل ذكر في التراجم و الفهرستات، و سيأتى تفصيل أحوال الباقين في مواقعهم إن شاء اللّه.
205 المولى الحاج محمد حسن بن المرحوم الحاج محمد معصوم
القزوينى الأصل. الحائرى المنشأ و التحصيل. الشيرازى الموطن و الخاتمة.
كان فاضلا نبيلا، و مجتهدا جليلا هاديا من الهادين، و مروّجا للدين جامعا للمعقول و المنقول، و مشتهرا بالمهارة في الاصول من تلامذة شيخنا السمّى، و أئمّة العالم العجمى، فائقا على سائر الأئمّة و الأقران في بسطة اللسان، و عذوبة البيان، و القيام بحقّ الموعظة الحسنة للعوام، و الخروج عن عهدة إرشاد الامّة بطيب الكلام كما نقلته جملة ممّن حضر مجلسه الشريف، و سعد باستماع مواعظه الشافية من السمع اللطيف له كتاب «مصابيح الهداية» في شرح «البداية» لشيخنا الحرّ العاملى- رحمه