شمس الدين علىّ بن الحسن الطبرى- أدام اللّه إفضاله و ختم بالصالحات أعماله، و وفّقه لبلوغ أقصى نهايات الكمال و ذروة الترقّى إلى أعلى ذوى الجلال- هذا الكتاب من أوّله إلى آخره قرائة مهذّبة مرضيّة تشهد بكمال فطنته، و تعرب عن جودة قريحته، و سأل في أثنآء القرائة و تضاعيف المباحثة عن معضلات هذا الكتاب، و مشكلاته، و بحث عن دقايقه و مشتبهاته، و أمعن النظر في أصوله، و بالغ الاجتهاد في تحصيل فروعه، و دخل ببحث هذا الكتاب تحت المجتهدين، و اندرج في زمرة الفقهاء الفاضلين الّذين جعلهم اللّه قدوة الصالحين، و ورثة الأنبيآء المرسلين- صلوات اللّه عليهم أجمعين- و قد أجزت له رواية هذا الكتاب و غيره من مصنّفاتى في سائر العلوم العقليّة و النقليّة عنّى و كتب العبد الفقير إلى اللّه تعالى الحسن بن يوسف بن مطهّر مصنّف الكتاب في سابع عشر شهر رجب المبارك سنة إحدى و سبعمأة- و الحمد للّه وحده، و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله الطاهرين-.
و لا يبعد كون هذا الرجل أخا للشيخ تاج الدين علىّ بن الحسن بن علىّ الطبرسى المذكور بهذه الترجمة في «الرياض» قال: و هو من أجلّة أصحابنا المتأخّرين عن العلّامة و قد ذكره الكفعمى في بعض مجاميعه الّتى هى بخطّه، و نسب إليه كتاب «شرح مبادى الاصول» للعلّامة و لم يبعد عندى اتّحاده مع الشيخ أبى الفضل علىّ بن الحسن الطبرسى صاحب كتاب «كنوز النجاح» الّذي ينقل عنه الكفعمى في «المصباح».