هذا ثمّ إنّ من حفدة صاحب العنوان المسمّى باسمه الشيخ أبا الحسن ثابت بن سيّار بن ثابت، و هو أيضا من الصابئين، و كان طبيبا عالما نبيلا يقرأ عليه كتب أبقراط و جالينوس في بغداد زمن معزّ الدولة الديلمى، و كأنّه من معاصرى سمّي عمّه الصابئ الثانى أو قبل ذلك بقليل. فليلاحظ.

162 الشيخ أبو محمد ثابت بن أبى ثابت عبد العزيز اللغوى وراق أبى عبيد المشهور

قال صاحب «معجم الادباء» كما نقل عنه: إنّه كان من علماء اللغة، و له كتاب «خلق الانسان» و روى عن أبى عبيد القاسم بن سلّام، و أبي نصر بن حاتم، و جماعة، و روى عنه ابنه عبد العزيز و داود صاحب ابن السكّيت، و قال الدانىّ: نحوىّ روى القراءة عنه الحسين بن ميان، و له كتب كثيرة فى اللغة. انتهى.

و الظاهر أنّ هذا الرجل بعينه هو ثابت بن أبي ثابت عليّ بن عبد اللّه الكوفي ثمّ الصفدى الّذى نقل أيضا عن «ياقوت» أنّه كان من كبار الكوفيّين مثل أصحاب أبى عبيد بن سلّام نحويّا لغويّا لقى فصحاء العرب، و صنّف «مختصر العربيّة» و كتاب «خلق الإنسان» و كتاب «الفرق» و كتاب «خلق الفرس» و كتاب «الزجر» و كتاب «الدعا» و كتاب «الوحوش» و كتاب «العروض» كما استظهر أيضا صاحب «طبقات النحاة».

و قيل: اسم أبيه سعيد، و قيل: محمّد، و عليه فهو غير أبى الفتح ثابت بن محمّد الجرجانى الأندلسي النحوى الّذي كان هو أيضا إماما في العربيّة، و قيّما بعلم المنطق و له شرح «جمل» الزجاجى، و روى عن ابن جنى، و عن ابن عيسى الربعى، و قتله باديس أمير صنهاجه لتهمة لحقته عنده في القيام عليه مع ابن عمّه في محرّم سنة إحدى و ثلاثين و أربعمأة. فاشكر اللّه على فوائد هذا الكتاب، و لا تغفل.