و كان قد توفّى سنة ثمانين و ثلاثمأة، و دفن بالشونيزى من مقابر بغداد، و هو الّذى كان يدعى بمقابر قريش، و في هذا الزمان يسمّونه بأرض الكاظمين عليهما السّلام قيل:
و عاش إحدى و تسعين سنة، ورثاه السيّد الرضيّ الموسوى بداليته الّتى أوّلها:
إلى تمام ثمانين بيتا رائقا فائقا لم ير مثلها مرثية، و قصيدة في جميع منظومات أهل العالم. فعاتبه الناس لكونه علويّا يرثى صابيا فقال: إنّما رثيت فضله.
و في «مقامات» سيّدنا الجزائري- قدسّ سرّه- أنّ أبا إسحاق المذكور كان مصاحبا لسيّد المرتضى- طاب ثراه- فلمّا مات توجد عليه كثيرا، و يحكى أنّه كان إذ بلغ راكبا إلى قبره ترجل حتّى يتجاوزه فيركب. فعاتبه أخوه الرضي على ذلك.
فقال: إنّما أعظم درجته في العلم، و لست أنظر إلي دينه، و قد رثاه بقصيدة طويلة من جملة ديوانه- طاب ثراه- منها: