responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 94

من المصاغ و الحليّ و الضياع، مع ضعف بنيته و نفاد قوّته و كبر سنّه و شدّة خوفه.

فلمّا بلغ بهم إلى منزل هدبيّة- و هي عن المدينة المنوّرة بثلاث مراحل- أتته رسل اللّه سبحانه، و دعته إلى جوار اللّه، و نادته: «حيّ على الفلاح!». فهبّت عليه الريح المشوّقة، فشوّقته إلى لقاء اللّه تعالى، ثمّ هبّت عليه الريح المسخية، فأسخته لبذل الروح في محبّة تعالى. فانتقل من هذا المحبس المضيق إلى الفضاء الأوسع الفسيح و اتّصل بأحبّته، و بلغ أقصى الغاية في مؤانسته، و استراح من كرب الدنيا و محنتها، و من المهالك و زحمتها و من كدورتها و فتنتها؛ و استبدل بأحباب يستأنس بهم و أصحاب لا يفارقونه و لا يفارقهم، و اتّصل فراره بالفرار الحقيقيّ و كان قاصدا بيت اللّه الظاهريّ فوصل البيت المعمور الحقيقيّ. فلم يزل طائفا حول ذلك البيت، و رامقا طرفه إلى نور التجلّي للمصباح المتوقّد من نار الشجرة الّتي ليست شرقيّة و لا غربيّة، يكاد زيتها يضي‌ء و لو لم تمسسه نار. انتهى.

و أقول: قد كان وقوع ذلك الداهية العظمى، و الواقعة الكبرى في أوائل سنة ثلاث و أربعين و مأتين بعد ألف هجريّة، و ذلك حيث طعن في سنّه، و قرب من التسعين الهلاليّة، و ابيضّت فيه من الهرم الرأس و اللحية:

و قد دفن بالمدينة المشرّفة في جوار أئمّة البقيع عليهم السّلام، و قام بمراسم عزائه أكثر أهل الإسلام، و جلس له صاحب «الإشارات» و «المنهاج» بإصبهان ثلاثة أيام و حضر مجلسه في تلك الثلاثة من الخاصّ و العامّ.

و قد مضت الإشارة إلى ترجمة البحرين في ذيل ترجمة أحمد بن محمّد بن يوسف، المتقدّم هنا قريبا. فليراجع إنشاء اللّه.

نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست