responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 116

فنقول: قال الأوّل منهما بعد جملة من مواعظه للمولى المستجيز، و شرحه عن بعض ما جمع اللّه تعالى من خير الدارين للسلف الصالحين المجتبين: فتغيّر ذلك الزمان و تنزّل عاما فعاما، إلى أن فشى الظلم و الفسوق و العصيان في أكثر بلاد إيران، و ظهرت الدواهي في جلّ الآفاق و النواحي؛ لا سيّما عراق العجم و العرب، فلم يزل ساكنوها في شدّة و تعب، و محنة و نصب، و انطمس العلم، و اندرست آثار العلماء، و انعكست أحوال الفضلاء، و انقضت أيّام الأتقياء، حتّي أدرك بعضهم الذلّ و الخمول و أدرك بعضهم الممات، فثلم في الإسلام ثلماث، و ضعفت أركان الدولة، و وهنت أساطين السلطنة حتّى حوصرت بلدة إصفهان، و استولت على أطرافها جنود أفغان، فمنعوا منها الطعام، و فشا القحط الشديد بين الأنام، و غلت الأسعار، و بلغت قيمة لم يبلغ إليها منذ خلقت الدنيا و من عليها. و صارت سكنة أصل البلد إمّا مقيمين فيه جائعين، و عن المشي و القيام عاجزين، مستلقين على أقفيتهم في فراشهم، لا يقدرون على السعي في تحصيل معاشهم، أو مشرفين على الهلاك في مجلسهم، يجودون للموت بأنفسهم، حتّى صاروا أمواتا غير مدفونين في قبورهم، و إن اتّفق دفن بعضهم- و قليل ماهم- ففي دورهم. و إمّا هاربين من داخل البلد إلى الخارج، فأرسل عليهم شواظ من نار مارج، من صواعق نصال السهام و الرماح من جيوش أعدائهم، فاستحيوا مخدّرات نسائهم، و قتلوا رجالهم، و ذبحوا أطفالهم، و غصبوا أموالهم، و لم يبق منهم إلّا قليل نجّاهم الأسر و الاسترقاق، فهم اسراء مشدودوا الوثاق. فأكثر سكنة تلك الأقطار: إمّا مريض أو مجروح، أو مذبوح على التراب مطروح، ثمّ آل الأمر إلى أن استولوا على تلك الديار، فدخلوا في أصل البلدة، و تصرّفوا في كلّ دار و عقار، و جعلوا أعزّة أهلها أذلّة، فحبسوا الملك و قتلوا أكثر الأمراء مع بعض السكنة، و باد بقيّة أهلها، و خرب جبلها و سهلها، و لم يبق من أوطانها إلّا مقرّ يتيم ذي مقربة، أو مسكن مسكين ذي متربة؛ فيا أسفاه! على الديار و أهلها، و لا سيّما الخلّان و الأصدقاء، و واحزناه! على تخريب المدارس و المعابد و فقدان الفضلاء و العلماء و الصلحاء، و وا مصيبتاه! على اندراس كتب الفقهاء و انمحاء آثارهم بين الأذكياء الطالبين للاهتداء. و لست افشي لديك ممّا قصصت عليك شكاية الدهر

نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست