التى تفسر تأويلاته فالتوغل فيها يحكم بأن تلك التأويلات تفاسير أنفسية له , و
من
هنا تنتقل إلى أن القرآن و العرفان و البرهان لا فرقان بينها إلا أن الحقائق
النورية ذات مراتب و التعبيرات بالاجمال و التفصيل ذات وجوه نظير ما أفاده
بعض مشائخنا فى تسمية صدر المتألهين كتابه الكبير تارة بالحكمة المتعالية , و
أخرى بالأسفار الأربعة من أن الأولى فى مقامه الجمعى , و الثانية فى مقامه
الفرقى
, و قد أشبعنا الكلام فى ذلك فى سائر مصنفاتنا و الله سبحانه هو الهادى الفياض
على الاطلاق .
و ما ترى فى الصحف العرفانية نظما و نثرا فى مذمة العقل فالمراد من العقل
النظر الفكرى و الجمود عليه بلا ارتقاء الى مراتب اهل الشهود و الذوق , فتبصر .
و ان شئت تفصيل البحث عن ذلك فراجع الى كتابنا نثر الدرارى على نظم اللئالى
و الله سبحانه ولى التوفيق .
ثم قد صدرت من قلم هذا الفقير الى الله الغنى المغنى فى تفاريق أثناء تصنيف
عيون مسائل النفس و شرحها سرح العيون , قصيدة عائرة تائية مسماة بينبوع الحيوة
تنبى ء عن فقرى و فاقتى و ذلى و مسكنتى , و تشير الى ما فى صحيفة الانسان من تلك
العيون , صدرتها بها لعلها براعة استهلال لما نحن بصددها , و المرجو ان تقع موقع
قبول اولى النهى , و ينفعنا بها من له الاخرة و الأولى , و هى ما يلى :
ينبوع الحيوة
بدءت ببسم الله عين الحقيقة *** نطقت به فى نشئة بعد نشئة
شهدت محياه بعين شهوده *** صباحا مساء كرة غب كرة
أصلى على خير الأنام محمد *** و عترته الأطهار هم خير عترة
و لست أرى غير النبى و آله *** اليه تعالى شأنه من وسيلة
و من ثدى أمى - قدس الله سرها - *** شربت حميا حبهم بدء رضعتى
و قربهموا فى متجرى لبضاعتى *** محبتهم فى محشرى لشفيعتى
بيوتهمو كهفى وها أنا كلبهم *** بسطت ذراعى إليه بعقوة