الرؤيا الصادقة الصالحة فى الحقيقة ارتباط النفس بمباديها العالية النورية فتجد
المعانى و الحقائق فيها بقوتها الشامخة العاقلة , ثم تصورها بحسن صناعتها فى صقع
ذاتها بقوتها المتخيلة على صور تناسب تلك المعانى , و هذا الارتباط انما يتأتى
من حيث انصراف النفس عن هذه النشأة فان تحقق الانصراف فى حال اليقظة يتحقق
مثل الرؤيا أيضا كما يرزق بها السالك المراقب كثيرا فى اطوار احواله النورية
و هذا المعنى يتصاعد درجة فدرجة حتى يرتقى الى المكاشفة و الالهام و النبوة
الانبائية
و الوحى على مراتبها بحسب اختلاف الامزجة و استعداد النفوس راجع فى ذلك الى
الفصل الحادى و العشرين من الباب الحادى عشر من نفس الأسفار قوله تبصرة
ميزانية
الخ [1] و النكتة العاشرة من كتابنا الف نكتة و نكتة سيما رسالتنا فى الرؤية
تحوز ما يجب أن يقال حول هذه العين . و رسالة الاستاذ العلامة الطباطبائى - قدس
سره الشريف - فى المنامات و النبوات فى ذلك مجدية غاية الجدوى .
تبصرة : تصوير النفس المعنى العقلى الى قوالبه المثالية يعبر عنه بقوة النفس
على تكثير الواحد . كما قال صاحب الأسفار فى الفصل الرابع عشر من المقالة
العاشرة منه فى اتحاد العاقل و المعقول ما هذا لفظه( : فصل فى ان القوة
العاقلة
كيف تقوى على توحيد الكثير و تكثير الواحد) - الى قوله( : و اما قوتها على
تكثير الواحد فهى تجسيمها بقوتها الخيالية للعقليات و تنزيلها فى قوالب الصور
المثالية) [2] .