عين فى انشاء النفس ابدانها المثالية , و ظهورات الكمل فى العوالم [50]
ن - و من تلك العيون المدهشة أن الانسان له الاقتدار بأن ينشى امثال نفسه
العديدة و يرسلها الى اماكن مختلفة بلا تراخ زمانى
ففى الفصل الثانى من الباب السادس عشر من الفتوحات المكية فى حديث
الأبدال
قوله( : و قيل سموا أبدالا لأنهم أعطوا من القوة أن يتركوا بدلهم حيث يريدون
لأمر يقوم فى نفوسهم على علم منهم الخ) [1] . و هذه العين فى الحقيقة من
شعب
العين الثالثة و الاربعين و قد دريت فى عين السعادة أن العارف يخلق بهمته ما
يكون له وجود من خارج محل الهمة .
قال القيصرى فى شرح هذا الكلام( : نبه الشيخ - رضى الله عنه - أن العارف يخلق
بهمته أى بتوجهه و قصده بقوته الروحانية صورا خارجة عن الخيال موجودة فى الاعيان
الخارجية كما هو مشهور من البدلاء بانهم يحضرون فى آن واحد فى اماكن مختلفة و
يقضون حوائج عباد الله . فالمراد بالعارف هنا الكامل المتصرف فى الوجود لا
الذى يعرف الحقائق و صورها و لا تصرف له) [2] .
و قال فى آخر الفصل السادس من مقدمات شرحه على فصوص الحكم( : النفوس
الانسانية الكاملة ايضا يتشكلون باشكال غير اشكالهم المحسوسة و هم فى دار الدنيا
لقوة انسلاخهم من ابدانهم . و بعد أنتقالهم ايضا الى الاخرة لازدياد تلك القوة
بارتفاع المانع البدنى . و لهم الدخول فى العوالم الملكوتية كلها كدخول الملائكة
فى هذا العالم و تشكلهم باشكال اهله و لهم أن يظهروا فى خيالات المكاشفين كما
يظهر الملائكة و الجن و هؤلاء هم المسمون بالبدلاء) [3] .