مه - و من تلك العيون الفائضة أن الانسان له مقامات اربعة هى مقام روحه و
مقام قلبه و مقام خياله و مقام طبعه .
و له فى كل مقام أحكام خاصة و له مع تلك المقامات وحدة شخصية لا تنثلم بتلك
الكثرات و اترابها .
و المراد من الروح هو مقامه الجمعى و يعبر عنه بيوم الجمع أيضا . كما أن
القلب هو مقامه الفصلى و يعبر عنه بيوم فصله .
و بعبارة أخرى أن المرتبة الروحية هو ظل المرتبة الأحدية , و المرتبة القلبية
هى ظل المرتبة الواحدية الالهية [1] , فافهم .
و قال القيصرى فى الفصل الاول من فصول مقدمته على شرح فصوص الحكم فى المبحث
المعنون بقوله( : اشارة الى بعض المراتب الكلية) , ما هذا لفظه( : و ما
يسمى باصطلاح الحكماء بالعقل المجرد يسمى باصطلاح اهل الله بالروح و لذلك يقال
للعقل الاول روح القدس و ما يسمى بالنفس المجردة الناطقة يسمى عندهم بالقلب
اذا كانت الكليات فيها مفصلة و هى شاهدة اياها شهودا عيانيا . و المراد
بالنفس عندهم النفس المنطبعة الحيوانية) . [2] .
اقول : مراده بالنفس المنطبعة الحيوانية هو النفس الخيالية باصطلاح الحكماء .
و العلامة القيصرى نطق بها على اصطلاحهم لأن النفس الخيالية عند اهل التحقيق من
العارفين ليست بمنطبعة , بل هى مجردة تجردا برزخيا لا تجردا تاما عقليا كما
ثبت تجردها البرزخى فى الفصل الثانى من الباب الثانى من نفس الأسفار [3] ,
المعنون بقوله([ : فصل فى