و مع معارجه تلك كانت وحدته الشخصية محفوظة و له فى كل عالم حكم بلا
تجاف . و هذا الامر لا يختص بالانسان بل ما سواه مشترك فيه قال - سبحانه - :
( و إن من شى ء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم)
[2] .
و قال - تعالى شأنه - :
( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة
مما تعدون)
[3] .
و قال - جل و علا - :
( ما لكم لا ترجون لله وقارا و قد خلقكم أطوارا) [4] .
و قد برهن فى الحكمة المتعالية أن الطفرة مطلقا محال فالحقيقة لا تنزل الى
العالم الأدنى الحسى الا و هى نازلة من جميع العوالم , و كذلك لا تعرج رقيقة
الا
و هى قد استوفت جميع كمالات ما دونها . و رسالتنا المعمولة فى نفس الأمر
تفيدك فى ما تريد من المسائل حول هذه العين .
و غرضنا الأهم فى المقام أن تعلم أنك كما انت انسان طبيعى كذلك أنت إنسان
مثالى و عقلى و آلهى و قد عرفت فى العين الثالثة و الاربعين أن ما نزل من العلم
الى العين ما نزل بكليته , بل ملكوته بيد من له الملك و الملكوت فتنبه بأنك
جدول من البحر الصمدى كسائر الكلمات النورية الوجودية , إلا أنك لما كنت ذا
مزاج انسانى و هو أعدل الأمزجة بالنسبة الى مزاج سائر الانواع فحظك من جدولك
يجب أن يكون أوفر فلا تكونوا كالذين نسوا