ل - و من تلك العيون التى هى كثيرة الشعاب , البحث عن الحواس الظاهرة و
الباطنة ,
و هى لا سيما الظاهرة منها جواسيس النفس . و لكل واحدة منها شأن يختص بها و
يخدم كل واحدة منها غيرها . و هى كلها كغيرها من القوى شبكة النفس تصصاد بها فى
نومها و يقظتها حقائق ما فى الملك و الملكوت و ترتبط بكل واحدة عالما يخص
بها و يناسبها , فتحشر بالظاهرة مع الشهادة , و بالباطنة مع الغيب من المثال و
العقل و ما فوقهما . سبحان الله ما أعظم شأنى .
نيست يك رشته در اين پرده پرنقش عجب *** كش تورا تارى از آن يا كه از آن
پودى نيست
المروى عن امام الملك و الملكوت صادق آل محمد - صلوات الله عليهم - :
( إن الله عز وجل خلق ملكه على مثال ملكوته , و اسس ملكوته على مثال جبروته ,
ليستدل بملكه على ملكوته , و بملكوته على جبروته) .
المقالات الثانية و الثالثة و الرابعة من نفس الشفاء هى فى اثبات تلك
الحواس , و المباحث طويلة الذيل , و نحن نكتفى بالايماء إلى بعض المطالب فى
المقام :
1 - جميع الشروط المذكورة فى محالها للحواس الظاهرة مع طول مباحثها و كثرة
الاراء و الأقوال فيها و صعوبة فهمها , تختص بهذه النشأة فان الانسان النائم مثلا
يلمس , و يذوق , و يشم , و يسمع , و يبصر و ليس واحد من الشروط المذكورة دخيلا
فيها . فتلك المباحث العويصة جدا يختص بنشأة دنياوية متى كان الانسان يقظان .
فتبصر , ان لكل واحدة من تلك الادراكات مراتب , و نسبة ابصار هذه النشأة مثلا
بالنسبة إلى ابصار النشأة الأخرى كنسبة هذه النشأة إلى النشأة الأخرى , اقرأ فارق
. ثم احدس من هذه الاشارة أن لا مدخلية لخصوص آلة البصر فى الرؤية مثلا . بل
الرؤية لها مراتب : من الرؤية البصرية ,