كج - و من تلك العيون المنيرة ادراك النفس حقائق الأشياء .
و ينجر البحث الى اتحاد النفس بالعقل الفعال , بل فنائها فيه .
قال صاحب الأسفار فى الفصل السابع من الطرف الاول من المرحلة العاشرة منه (
[ : ( 1 إن مسألة كون النفس عاقلة لصور الاشياء المعقولة من أغمض المسائل
الحكمية
التى لم يتنقح لأحد من علماء الاسلام الى يومنا هذا , و نحن لما رأينا صعوبة هذه
المسألة الخ] .
أقول : و قد حررنا البحث عن مفيض الصور النورية العلمية و فناء النفس فى
العقل الفعال و حققناه فى الدرس التاسع عشر من كتابنا دروس اتحاد العاقل
بالمعقول [2] . و فى كتابنا نثر الدرارى على نظم اللئالى و هو تعليقاتنا على
اللئالى المنتظمة للمتأله السبزوارى , و هذا البحث اعنى ادراك النفس حقائق
الأشياء , محرر فى تعليقة على اول القياس منه فراجع و قد اشرنا اليه و الى
مواضع تحقيقه بالاجمال فى النكتة الأحدى و الخمسين و تسعمائة من الف نكتة و نكته
.
و مما افاده العلامة القيصرى فى المقام هو ما قاله فى آخر الفصل الثالث من
مقدمات شرحه على فصوص الحكم([ : بقدر ظهور نور الوجود بكمالاته فى مظاهره
تظهر
تلك الماهيات و لوازمها تارة فى الذهن , و أخرى فى الخارج فيقوى ذلك الظهور
و يضعف بحسب القرب من الحق و البعد عنه , و قلة الوسائط و كثرتها , و صفاء
الاستعداد و كدره . فيظهر للبعض جميع الكمالات اللازمة لها و للبعض دون ذلك ,
فصور تلك الماهيات فى اذهاننا هى ظلالات