كه - و من تلك العيون الباقية أن النفس لا تفسد بفساد بدنه العنصرى , و أن
الفساد عليها محال مطلقا , فالنفوس الشخصية و ان لم تكن أزلية و لكنها ابدية
باقية ببقاء فاعلها الأزلى الأبدى .
و قد علمت فى العين الرابعة و العشرين أن أدلة تجردها ناطقة بعدم فسادها لأن
الفساد و التلاشى و الاضمحلال من طوارى ء المركبات الطبيعية , و أما ما هو برى عن
التركيب , و موجود نورى بسيط فلا يتطرق اليه البوار و الهلاك اصلا . فاذا كانت
ادلة تجردها كلها تنتج بقاء النفس الناطقة ابدا , فلا حاجة الى اقامة الدليل
على
عدم فسادها بفساد بدنها ثانيا . و كأنهم اقاموا الدليل على ذلك فى فصل على حدة
ثانيا , تأكيدا لذلك لعظم الخطر فى ذلك , كما أن تلك الأدلة تنتج جوهريتها
ايضا , و مع ذلك اقاموا الدليل على جوهريتها على حدة كذلك .
و الفصلان الرابع و الخامس من سابع نفس الأسفار فى عدم بطلانها , فالاول فى أن
النفس لا تفسد بفساد البدن , و الثانى فى أن الفساد على النفس محال [1] .
و الفصل الرابع من خامسة نفس الشفاء فى ان النفس الانسانية لا تفسد و لا تتناسخ
[2] .
و الفاضل سعد بن منصور بن هبة الله بن كمونة المعروف بابن كمونة المتوفى 683
هق من تلامذة الشيخ الاشراقى السهروردى , قد صنف رسالة فى ابدية النفس , و قال
فى صدرها بعد التسمية و التحميد([ : فان الذى يتضمنه هذه المقالة هو اثبات
ابدية نفس