كا - و من شعب تلك العيون أن الحيوان له نفس مجردة ضربا من التجرد غير تام
اى له تجرد برزخى خيالى دون تجرد كلى انسانى .
قال الدوانى فى شرح الهيكل الثانى من هياكل النور للسهروردى( : ان
للحيوانات عند السهروردى نفوسا مجردة , كما هو مذهب الأوائل) .
أقول : الظاهر أنهم كانوا قائلين بتجرد نفوسها هذا التجرد الخيالى البرزخى , و
سيأتى البحث عن تجردها عندهم . و هذا البحث و ان كان خارجا من جهة عن القصد ,
و لكنه يعين فى البحث عن تجرد النفس الناطقة تجردا غير تام اى تجرد القوة
الخيالية .
الفصل الثانى من الباب الثانى من نفس الاسفار يحفل عدة براهين فى بيان تجرد
النفس الحيوانية [1] .
قال فى الفصل الخامس من الباب التاسع من نفس الاسفار( : قد علمت فيما
سبق من طريقتنا أن نفوس الحيوانات التى لها قوة التخيل بالفعل ليست مادية فهى
مدركة لذواتها على الوجه الجزئى لأن ذواتها لها ليست لغيرها , و كل ما كان
وجوده
له لا لغيره فهو مدرك لذاته كما مر فى مباحث العلم . و لا يلزم من ذلك كونها
جواهر عقلية اذ التجرد عن المادة اعم من العقلية و العام لا يوجب الخاص) [2] .
قوله( : قد علمت فيما سبق) , ناظر إلى الفصل الثانى من الباب الثانى من
نفس الأسفار المذكور آنفا . .
تبصرة فى التمييز بين الخيال الحيوانى و الخيال الانسانى : لما كان الوهم فى
الحيوان