عين فى ان مبحث النفس مشترك فيه بين العلمين الطبيعى و الالهى
[14]
يد - و من تلك العيون التى الناس فيها شرع واحد أن مبحث النفس مشترك بين
العلمين الطبيعى و الالهى .
قال المولى محمد باقر الداماد الحسينى فى الجذوات( : يبحث فى العلم
الطبيعى
عنها من حيث إنها حال البدن الجسمانى نزولا و هبوطا , و فى الالهى عن حال جوهرها
المجرد عروجا و صعودا) [1] انتهى بترجمة منا .
اقول : الهبوط يناسب القول بحدوث النفس مع البدن على الوجه الذى اشرنا اليه
فى العين التاسعة و قد دريت ما فيه , الا أن يراد التوسع فى التعبير .
و قال صاحب الأسفار بعد تحرير البرهان على وجودها مستنتجا( : فاذن فى تلك
الأجسام مباد غير جسميتها , و ليست هى باجسام فيها و إلا فيعود المحذور فاذن هى
قوة متعلقة بتلك الأجسام , و قد عرفت فى مباحث القوة و الفعل أنا نسمى كل قوة
فاعلية يصدر عنها الاثار لا على وتيرة واحدة نفسا و هذه اللفظة اسم لهذه القوة لا
بحسب ذاتها البسيطة بل من حيث كونها مبدءا لمثل هذه الأفاعيل المذكورة و لذلك
صار البحث عن النفس من جملة العلم الطبيعى) - الى أن قال :
( فالنظر فى النفس بما هو نفس نظر فى البدن , و لهذا عد علم النفس من
العلوم الطبيعية الناظرة فى احوال المادة و حركاتها . فمن أراد أن يعرف حقيقة
النفس من حيث ذاتها مع قطع النظر عن هذه الاضافة النفسية يجب أن ينظر الى
ذاتها من مبدء آخر و يستأنف علما آخر غير هذا العلم الطبيعى) [2] .
اقول : و من حيث إن النفس مشترك بين العلمين قد جعل مباحث النفس فى
الاشارات