يج - و من تلك العيون التى مزاجها من تسنيم البحث عن معنى اعتدال المزاج ,
فنقول : الأمر الأهم فى المقام أن يميز بين اعتدال الأعضاء و بين اعتدال المزاج
. و النفس تتعلق بالمزاج لا بالأعضاء المعتدلة . مثلا قد تحقق فى الطب كما فى
اول
الموجز أن اعدل الاعضاء جلدة انملة السبابة , ثم جلدة الانامل الباقية , ثم جلدة
الأصابع , ثم جلدة الراحة , ثم جلد الكف , ثم جلد اليد , ثم الجلد مطلقا . و لا
يصح أن يقال( : ان النفس لم لا تتعلق بانملة السبابة و ذلك لانها ليس باعدل
الأمزجة و ان كان اعدل الأعضاء) .
كلام الموجز على وزان كلام الشيخ فى القانون [1] و فى الفصل الثانى من المقالة
الثانية عشرة من الشفاء [2] .
و ينبغى أن ننقل اعتراض الفخر الرازى و ما اجابه المحقق الطوسى عنه فى المقام
حتى يتضح المطلوب :
قال الفخر معترضا على الشيخ فى قوله المذكور فى العين الثانية عشرة , المنقول
من آخر ثانى الاشارات( و جعل اقربها من الاعتدال الممكن مزاج الانسان) بقوله
( : إن المباحث الطبية شهدت بأن اعدل الأعضاء جلد الأصابع , و اخرجها عن
الاعتدال القلب , فكان ينبغى ان يتعلق النفس بتلك الجلدة لا بالقلب) .
و قال المحقق الطوسى مجيبا له([ : كون جلد الاصابع اعدل الأعضاء لا يقتضى كونه
على أعدل الأمزجة على الاطلاق فان الاعضاء من حيث هى اعضاء ليست بقريبة من
الاعتدال لغلبة الجزئين الثقيلين عليها .