قال الشيخ الرئيس فى السابع من اولى آلهيات الشفاء( : إن من الفضلاء من
يرمز
ايضا برموز , و يقول الفاظا ظاهرة مستشنعة أو خطأ و له فيها غرض خفى , بل اكثر
الحكماء , بل الانبياء الذين لا يؤتون من جهة غلطا أو سهوا هذه و تيرتهم) [1]
.
اقول : كلام الشيخ تصريح على ما ذهب الامامية إلى أن السفراء الالهية - صلوات
الله تعالى عليهم - لهم العصمة على الاطلاق . و الحق أن السفير الالهى مؤيد بروح
القدس , معصوم فى جميع احواله و اطواره و شئونه قبل البعثة أو بعدها . فالنبى
معصوم فى تلقى الوحى و حفظه و ابلاغه كما انه معصوم فى افعاله مطلقا بالأدلة
العقلية
و النقلية . فمن أسند اليه الخطاء فهو مخطى ء , و من أسند اليه السهو فهو اولى به
.
و كذا افاد الشيخ فى رسالته المعراجية بالفارسية ما كان ترجمانه بالعربية نحو
ما أعبر عنه , و هو أن شرط الأنبياء تعبية ما يدركونه من المعقول فى المحسوس و
النقل لكى يقتفى الامة ذلك المحسوس و تحتظى من المعقول ايضا , فان العاقل يعقل
بعقله أن ما قاله النبى كله رمز مملوء بمعقول , و أما الغافل فيقنع بظاهره و
يبتهج بالمحسوس و يقع فى جوالق الخيال و لا يتجاوز عن اسكفة الوهم , يسأل من غير
علم و يسمع من غير ادراك , الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون . انتهى ملخصا بترجمة
منا .
و قد اجاد بما افاد الشيخ العارف محى الدين العربى فى الفصوص الموسوى من
فصص الحكم بقوله الثقيل :
([ و الأنبياء - صلوات الله عليهم - لهم لسان الظاهر به يتكلمون لعموم أهل
الخطاب و اعتمادهم على فهم السامع العالم , فلا يعتبر الرسل عليهم السلام إلا
العامة لعلمهم بمرتبة اهل الفهم كما نبه عليه السلام على هذه المرتبة فى العطايا
فقال( : إنى لأعطى الرجل و غيره أحب إلى منه مخافة أن يكبه الله فى النار
) فاعتبر ضعيف العقل و النظر الذى غلب عليه الطمع و الطبع , فكذا ما جاؤوا
به من العلوم جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة
فيقول : ما أحسن هذه الخلعة ؟ و يراها غاية الدرجة , و يقول صاحب الفهم الدقيق
الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا : هذه الخلعة من الملك فينظر فى قدر
الخلعة و صنفها من الثياب فيعلم منها قدر من خلعت عليه على علم لم يحصل
لغيره ممن لا علم له بمثل هذا . و لما علمت الأنبياء و الرسل و الورثة أن فى
العالم و فى أممهم من هو بهذه