responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 60

لشريك له في الوجود قائلا بمتماثلين في الوجود مشبها، و من قال بأنه فرد لا يلحقه التعدد و أفرده من جميع الوجوه و جرده عن كل ما سواه و أخرج عنه التكثر للتنزيه، فقد جعله واحدا منزها عن الكثرة مقيدا بالوحدة، وقع بالشرك كالأول من حيث لا يشعر، إذ التعدد و التكثر موجود فقد أخرج بعض الموجودات عن وجوده و ثبت التماثل، و لذلك قال‌

(فإياك و التشبيه إن كنت ثانيا)

أي إن كنت مثنيا للخلق مع الحق فاحذر التشبيه، بأن تثبت خلقا غيره بل اجعل الخلق عينه بارزا في صورة التقييد و التعين‌

(و إياك و التنزيه إن كنت مفردا)

أي و إن لم تثبت الخلق معه، فلا تجرده عن التعدد حتى يلزم وجود متعددات غيره، لغلوك في التنزيه فتقع فيما تهرب منه أو تعطله فتلحقه بالعدم، بل اجعله الواحد بالحقيقة الكثير بالصفات، فلا شي‌ء بعده و لا شي‌ء غيره، و اجعله عين الخلق محتجبا بصورهم، و هذا معنى قوله قدس الله سره.

(فما أنت هو بل أنت هو و تراه في عين الأمور مسرحا و مقيدا)

لأن أنت حقيقة بقيد الخطاب أي بكونها مخاطبا و هو تلك الحقيقة مقيدة بقيد الغيبة، و لا شك أن المقيد بقيد الخطاب غير المقيد بقيد الغيبة، بل أنت من حيث الحقيقة عين هو باعتبار التسريح و الإطلاق، و تراه في عين الأمور، أي في صور أعيان الأشياء مقيدا بكل واحد منها مسرحا، أي مطلقا بكونها في الكل إذ الحقيقة في صور الكل واحدة، و كل مقيد عين المقيد الآخر و عين المسرح.

قوله (قال الله تعالى- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ- فنزه) علم أن الكاف زائدة للتأكيد أي مثله شي‌ء أصلا بوجه من الوجوه، و معنى التأكيد أن المراد بالمثل من يتصف بصفاته، كقولك:

مثلك لا يفعل كذا، أي من يتصف بمثل صفاتك من غير قصد إلى مثل بل من يناسبك في الصفات، و إذا انتفى عمن يناسبه كان أبلغ في الانتفاء، فيرجع معناه إلى قولك أنت لا تفعل كذا لاتصافك بصفات تأبى ذلك (- وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ- فشبه) لأن الخلق سميع بصير (قال تعالى- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ- فشبه و ثنى) على أن الكاف ليست بزائدة و المثل النظير فنفى مثل المثل و أثبت المثل فشبهه به و قال بالتشبيه إن المثل آخر يماثله (- وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ- فنزه و أفرد) إذ تقديم الضمير و تعريف الخبر يفيد الحصر أي وحده السميع البصير دون غيره، يعنى لا سميع و لا بصير إلا هو، فنزه عن المثل و أفرد فشبه في عين التنزيه و نزه في عين التشبيه ليعلم أن الحق هو الجمع بينهما.

__________________________________________________

(فإياك و التشبيه إن كنت ثانيا)

أي إن وصفته بصفات ثبوتية

(و إياك و التنزيه إن كنت مفردا)

بكسر الراء: أي إن لم تثبت معه غيره اه.

(فما أنت هو) تنزيه الحق عنك بسلب نفسك عنه من حيث إمكانك و احتياجك (بل أنت هو) من حيث حقيقتك لأنك مخلوق على صفة الله (و تراه) ترى الحق (في عين الأمور) أي في ذوات الأشياء (مسرحا) أي مطلقا (و مقيدا) أي منزها و مشبها بعين ما ترى في نفسك اه بالى.

نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست