responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 59

الناطق الباطن في الحد (فإن الصورة الباقية) ما دام حيا (إذا زال عنها الروح المدبر لها لم يبق إنسانا و لكن يقال فيها إنها صورة تشبه صورة الإنسان) إذ ليس فيها معنى الإنسان (فلا فرق بينها و بين صورة من خشب أو حجارة، و لا ينطلق عليها اسم الإنسان إلا بالمجاز لا بالحقيقة).

قوله (و صور العالم لا يمكن زوال الحق عنها أصلا، فحد الألوهية له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان إذا كان حيا) بناء على أن الحد يشمل الظاهر و الباطن، لأن صور العالم ظاهر الحق و روح العالم باطنه و لا يمكن زوال روح العالم عن صوره، فحد الألوهية باعتبار الظاهر و الباطن ثابت له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان حال حياته.

قوله (و كما أن ظاهر صورة الإنسان يثنى بلسانها على روحها و نفسها المدبر لها) معناه أن صورة الإنسان بحركاتها و إدراكاتها و إظهار خواصها و كمالاتها يثنى على روحها و نفسها، فإن أعضاء الإنسان و جوارحه أجساد لو لا روحها لم تتحرك و لم تدرك شيئا، و لا فضيلة لها من الكرم و العطاء و الجود و السخاء و الشجاعة و الصدق و الوفاء، و لا ثناء إلا ذكر الجميل، فهي تذكر روحها بهذه الصفات الجميلة التي هي اثنية فاتحة (كذلك جعل الله صور العالم) التي صورنا من جملتها (تسبح بحمده و لكن لا يفقهون تسبيحهم) أي تثنى بخواصها و كمالاتها، و كل ما يصدر عنها على روح الكل فهو بظاهره يثنى على باطنه فباعتبار تنزيه تلك الصور روحها عن النقائص التي هي أضداد كمالاتها مسبحة له، و باعتبار إظهارها لتلك الكمالات حامدة، لكن لا نفقة تسبيحهم لأنا لا نفقة ألسنتهم، كما لا يفهم التركي لسان الهندي (لأنا لا نحيط بما في العالم من الصور) حتى نضبط أنواع التسبيح و التحميد فلا نحصيها و لكن نعلم على الإجمال (فالكل ألسنة الحق ناطقة بالثناء على الحق و لذلك قال- الْحَمْدُ) أي الثناء المطلق من كل واحد على التفصيل (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ-) أي الموصوف بجميع الأوصاف الكمالية رب الكل بأسمائه باعتبار أحدية الجمع (أي إليه) باعتبار الجمع (يرجع عواقب الثناء) التفصيلي (فهو المثنى) تفصيلا (و المثنى عليه) جمعا قوله نظما:

(فإن قلت بالتنزيه كنت مقيدا و إن قلت بالتشبيه كنت محددا

و إن قلت بالأمرين كنت مسددا و كنت إماما في المعارف سيدا)

نتيجة لما ذكره، فمن علم مقدماته علم معناه‌

(فمن قال بالإشفاع كان مشركا ، و من قال بالإفراد كان موحدا)

أي من قال بالاثنين و أثبت خلقا مباينا للحق في وجوده، كان مثبتا

__________________________________________________

(فإن قلت) أي إن وقفت عند تنزيهك للَّه (كنت مقيدا) للَّه بالأمر العدمي و في التشبيه محددا للحق بالصفات الثبوتية (و كنت إماما) لأجل تصديقك الرسل في كل ما جاءوا به (فمن قال بالإشفاع) أي فمن ثبت عنده التشبيه (كان مشركا) أي جعل غير الحق شريكا معه في وصفه و ذهل عن وحدة الحق الواجب علمها (و من قال بالإفراد) أي من وقف عند التنزيه (كان موحدا) أي جهل كثرة أسمائه و صفاته فما عرف الحق حتى معرفته اه بالى.

نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست