responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 58

غير مجموع التعينات (و من جمع في معرفته بين التنزيه و التشبيه و وصفه بالوصفين على الإجمال) بأن قال هو المنزه عن جميع التعينات بحقيقته الواحدة التي هو بها أحد المشبه بكل شي‌ء، باعتبار ظهوره في صورته و تجليه في صورة كل متعين على الإجمال (لأنه يستحيل ذلك على التفصيل لعدم الإحاطة بما في العالم من الصور، فقد عرفه مجملا لا على التفصيل كما عرف نفسه مجملا لا على التفصيل) لأنك تعلم أنك واحد و تعبر عن حقيقتك بأنا، و تضيف كل جزء من أجزائك على الإجمال إلى حقيقتك، فتقول: عينى و أذنى و بصرى إلى آخر أجزائك. و تعلم أنك المدرك بالسمع و البصر، فأنت غير جزء من أجزائك الظاهرة و الباطنة، و أنت الظاهر في صورة كل جزء منك بحيث لو قطعت علاقتك عنها لم يبق واحد منها و تغيب عن كل جزء منك على التفصيل و لا تغيب عن ذاتك قط، فلا تغيب عن جزء ما من أجزائك على الإجمال (و لذلك ربط النبي صلى الله عليه و سلّم معرفة الحق بمعرفة النفس، فقال «من عرف نفسه فقد عرف ربه») فإن الحقيقة التي تعبر عنها بأنا هو الرب في الكل إذا لم تتقيد بتعينك و غيره إذا قيدته فلم تكن غيرا إلا من حيث التقيد، و هو أيضا من حيث التقيد المعين هو جميع التقيدات لا بدونها فإنه هو المتقيد بجميع التقيدات ألا ترى إلى قوله- وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ الله رَمى‌- فسلب الرمي عنه لأنه بدون الله لا شي‌ء محض فلا يكون راميا، و أثبت الرمي له باعتبار أنه هو، بل هو الظاهر بصورته حتى وجد فرمى و لذلك قال- وَ لكِنَّ الله رَمى‌- (و قال تعالى- سَنُرِيهِمْ آياتِنا) أي صفاتنا (في الْآفاقِ- و هو ما خرج عنك) باعتبار كون تعيناتها غير تعينك (وَ في أَنْفُسِهِمْ- و هو عينك) الذي ظهر فيك بصفاته و إلا لم توجد (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ- أي للناظر- أَنَّهُ الْحَقُّ- من حيث أنك صورته و هو روحك) أي يتبين للناظر أنه الحق الذي ظهر في الآفاق و الأنفس، فالناظر و كل واحد من المنظور فيه صورة، و هو روح الكل، و لهذا قال (فأنت له كالصورة الجسمية لك) لأنك مظهره كما أن الجسمية مظهرك (و هو لك كالروح المدبر لصورة جسدك) لأنه الظاهر بصورتك المدبر لها (و الحد يشمل الظاهر و الباطن منك) يعنى أن الظاهر كالحيوانية مأخوذ في حد الإنسان كالباطن، أي النفس الناطقة المأخوذ عنها

__________________________________________________

(لا على التفصيل) فما أمكن للإنسان في مقام توصيف الحق بالوصفين من العلوم إلا العالم الإجمالى اه.

لأن باطن النفس الإنسانية تنزيه لكونه مخلوقا على صفة الله و ظاهرها تشبيه، فمن جمع في معرفة نفسه بينهما و وصف نفسه بهما، فقد جمع في معرفة ربه بينهما و وصف ربه بهما، و نال بمعرفة نفسه درجة الكمال في العلم باللّه اه بالى.

(و هو روحك) لأن ظاهر العالم تشبيه و باطنه تنزيه، فمن جمع في معرفة العالم بينهما و وصف بهما فقد جمع في معرفة رب العالمين بينهما، فما يعرف الحق أحد إلا بالعالم آفاقا كان أو أنفسا (فأنت له) بجميع أجزائك من الروح و الجسد (و هو لك) في التدبير و التصرف فيك و في الآفاق اه بالى.

نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست