نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 31
فليمسه بشرته .
ولهم أن يقولوا إن هذا قد أطلق عليه في الحديث اسم الماء ، والزيادة
لا تقتضي نسخا ، فيعارضها الكتاب ، لكن هذا مخالف لقولهم إن الزيادة نسخ .
الباب الرابع : في نواقض الوضوء
والاصل في هذا الباب قوله تعالى :
( أو جاء أحد منكمن الغائط أو لامستم النساء )
وقوله عليه الصلاة والسلام : لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضأ
واتفقوا في هذا الباب على انتقاض الوضوء من البول والغائط ، والريح ،
والمذي ، والودي لصحة الاثار في ذلك ، إذا كان خروجها على وجه الصحة .
ويتعلق بهذا الباب مما اختلفوا فيه سبع مسائل تجري منه مجرى القواعد لهذا الباب .
المسألة الاولى : اختلف علماء الامصار في انتقاض الوضوء مما يخرج من
الجسد من النجس على ثلاثة مذاهب ، فاعتبر قوم في ذلك الخارج وحده من أي
موضع خرج وعلى أي جهة خرج ، وهو أبو حنيفة وأصحابه ، والثوري وأحمد وجماعة
ولهم من الصحابة السلف ، فقالوا : كل نجاسة تسيل من الجسد ، وتخرج منه يجب
منها الوضوء كالدم ، والرعاف الكثير والفصد ، والحجامة والقئ إلا البلغم
عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف من أصحاب أبي حنيفة : إنه إذا ملا الفم ففيه
الوضوء ، ولم يعتبر أحد من هؤلاء اليسير من الدم إلا مجاهد ، واعتبر قوم
آخرون المخرجين : الذكر والدبر فقالوا : كل ما خرج من هذين السبيلين ، فهو
ناقض للوضوء من أي شئ خرج من دم ، أو حصا أو بلغم ، وعلى أي وجه خرج ، كان
خروجه على سبيل الصحة ، أو على سبيل المرض ، وممن قال بهذا القول الشافعي
وأصحابه ، ومحمد بن الحكم من أصحا ب مالك ، واعتبر قوم آخرون الخارج ،
والمخرج ، وصفة الخروج ، فقالوا : كل ما خرج من السبيلين مما هو معتاد
خروجه ، وهو البول والغائط ، والمذي ، والودي ، والريح إذا كان خروجه على
وجه الصحة ، فهو ينقض الوضوء ، فلم يروا في الدم ، والحصاة ، والبول وضوءا ،
ولا في السلس ، وممن قال بهذا القول مالك ، وجل أصحابه .
والسبب في اختلافهم : أنه لما أجمع المسلمون على انتقاض الوضوء مما
يخرج من السبيلين من غائط ، وبول ، وريح ، ومذي لظاهر الكتاب ، ولتظاهر
الاثار بذلك ، تطرق إلى ذلك ثلاثة احتمالات : أحدها : أن يكون الحكم إنما
علق بأعيان هذه الاشياء فقط المتفق عليها على ما رآه مالك رحمه الله .
الاحتمال الثاني : أن يكون الحكم إنما علق بهذه من جهة أنها أنجاس خارجة من البدن ، لكون الوضوء طهارة والطهارة إنما يؤثر فيها
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 31