نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 168
أن مالكا روى عن يزيد بن رومان قال : كان الناس يقومون في زمان
عمر بن الخطاب بثلاث وعشرين ركعة وخرج ابن أبي شيبة عن داود ابن قيس قال :
أدركت الناس بالمدينة في زمان عمر بن عبد العزيز ، وأبان بن عثمان يصلون
ستا وثلاثين ركعة ، ويوترون بثلاث وذكر ابن القاسم عن مالك أنه الامر
القديم : يعني القيام بست وثلاثين ركعة .
الباب السادس : في صلاة الكسوف اتفقوا على أن صلاة كسوف الشمس سنة ،
وأنها في جماعة ، واختلفوا في صفتها ، وفي صفة القراءة فيه ، وفي الاوقات
التي تجوز فيها ، وهل من شروطها الخطبة أم لا ؟ وهل كسوف القمر ككسوف الشمس
؟ ففي ذلك خمس مسائل أصول في هذا الباب .
المسألة الاولى : ذهب مالك والشافعي ، وجمهور أهل الحجاز ، وأحمد أن
صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوعان وذهب أبو حنيفة والكوفيون إلى أن
صلاة الكسوف ركعتان على هيئة صلاة العيد والجمعة .
والسبب في اختلافهم : اختلاف الاثار الواردة في هذا الباب ، ومخالفة
القياس لبعضها ، وذلك أنه ثبت من حديث عائشة أنها قالت : خسفت الشمس في
عهد رسول الله ( ص ) ، فصلى بالناس فقام ، فأطال القيام ، ثم ركع ، فأطال
الركوع ، ثم قام ، فأطال القيام ، وهو دون القيام الاول ، ثم ركع ، فأطال
الركوع وهو دون الركوع الاول ثم رفع فسجد ، ثم رفع فسجد ، ثم فعل في الركعة
الاخرة مثل ذلك ثم انصرف ، وقد تجلت الشمس .
ولما ثبت أيضا من هذه الصفة في حديث ابن عباس أعني : من ركوعين فيركعة .
قال أبو عمر : هذان الحديثان من أصح ما روي في هذا الباب ، فمن أخذ بهذين قبل النقل قال : صلاة الكسوف ركعتان في ركعة .
وورد أيضا من حديث أبي بكرة ، وسمرة بن جندب ، وعبد الله بن عمر ، والنعمان بن بشير أنه صلى في الكسوف ركعتين كصلاة العيد .
قال أبو عمر بن عبد البر ، وهي كلها آثار مشهورة صحاح ، ومن أحسنها
حديث أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال : صلى بنا رسول الله ( ص ) في
الكسوف نحو صلاتكم يركع ، ويسجد ركعتين ركعتين ، ويسأل الله حتى تجلت الشمس
.
فمن رجح هذه الاثار لكثرتها ، وموافقتها للقياس : أعني موافقتها لسائر الصلوات ، قال : صلاة الكسوف ركعتان .
قال القاضي : خرج مسلم حديث سمرة .
قال أبو عمر : وبالجملة فإنما صار كل فريق منهم إلى ما ورد عن سلفه ،
ولذلك رأى بعض أهل العلم أن هذا كله على التخيير ، وممن قال بذلك الطبري .
قال القاضي : وهو الاولى ، فإن الجمع أولى من الترجيح .
قال أبو عمر : وقد روي في صلاة الكسوف عشر ركعات في ركعتين وثمان
ركعات في ركعتين ، وست ركعات في ركعتين ، وأربع ركعات في ركعتين ، لكن من
طرق ضعيفة قال أبو بكر بن المنذر ، وقال إسحاق بن راهويه : كل ما ورد من
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 168