قال أبو علي سينا في كتاب الشفاء في فن الخطابة : ينبغي أن يكون
المشير بصيرا بمقدار حاجة كل إلى كل وبأحوال أهل الفضائل وأهل الثروة منهم ،
فيشير بما ينتظم به شمل المصلحة .
فهذا الحكيم - كما ترى كلامه - يوجب من طريق العقول الصحيحة والحكمة
القديمة أن لا يقدم للمشورة إلا العالم بمجامع الأمور الحاوية لفنون
المصالح ، وما نطق به القرآن وشهد بصحته صريح العقل وأوجبه الحكماء فلا
سبيل على بطلانه .
وحيث إنه عليه السلام أعلم الأمة بدليل ما تقدم من قول الفريقين فإن
الأعلم هو الأفضل ، ينبغي بيان الفضل وتفصيله : الفضل في اللغة هو الزيادة
، يقال فضل الشئ على الشئ : أي زاد عليه ، ويقال رجل ذو فضل : أي ذو كمال
في العلم أو غيره ويجئ أيضا لمعاني أخر .
قال الله تعالى
﴿ فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ﴾