وفيه كفاية على الدلالة على أنه عليه السلام أحق بالإمامة من غيره .
ومعلوم أن القضاء بين الناس [ من ] منازل الأنبياء والأئمة ، فلا
يجوز أن يحكم أحد في زمن الأنبياء إلا نائب يريد النبي أن ينوه بذكره ويبين
منزلته عنه أمته ليقتدوا به بعده .
وأما من تولى الحكومة في زمن النبي ليدل الحكومة على نبتوه لا على نيابته ، كقوله تعالى
﴿ ففهمناها سليمان ﴾
[2] ، فكان تفهيم سليمان في حكومة الكرم والغنم دليلا على نبوته واستحقاق الأمر في حياة أبيه وبعد وفاته .
وحيث كانت الحكومة دليلا على استحقاق النبوة أو الإمامة وكانت
النبوة ممتنعة في حق علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثبتت له الإمامة بهذه
الطريقة ، وبما تقدم في الفصل الرابع من أن علي بن أبي طالب هو إمام
المؤمنين بقول الفرقين ، ولم يخصوا بإمامته وقتا من الأوقاته .
وفي ذلك ثبوتها له بعد النبي عليه السلام بلا فصل عند من نظر بعين الحق والإنصاف وترك حب الدنيا جانبا .
ولو كان دفع براءة وإنفاذ الخصمين إلى علي عليه السلام أولا ما وضح
الأمر هذا الوضوح ، ولجاز أن يجول بخواطر الناس أن في الجماعة غير علي من
يصلح أن يكون مؤديا لبراءة وقاضيا بين الخصمين قائما في