فإن قيل : إن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت [1] ، فكيف يقال إنها تختص بعلي عليه السلام .
فالجواب : إنها رواية آحاد ولا يسلم بها أكثر الأمة ، وما روي فينزولها في أمير المؤمنين مجمع عليه بقول الفريقين .
وأيضا فإن الرواية التي تضمنت نزول الآية في عبادة فيها : إن عبادة
كان مخالفا لليهود ، فلم أسلم قطعت اليهود حلفه ، فعظم ذلك عليه فأنزل الله
هذه الآية فيه تسلية وتقوية لقلبه ، وإنه وإن كانت اليهود قطعت حلفه فإن
الله وليه ورسوله والذين آمنوا - الآية [2] .
وهذا لايمنع من حمل الآية عليه ، لأن الصحيح أن الآية إذا نزلت في
سبب لا يقصر عليه فقط ، لأن العام لا يجب قصره على سببه الذي خرج عليه ، بل
يجب حمله على عمومه .
وفي القرآن كثير من ذلك ، مثل آية الظهار ، فإنها غير مقصورة على المجادلة في زوجها ، ومثل قوله تعالى
﴿ ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ﴾