حتى إذا دارت بنا رحى الاسلام ، ودرّ حلب الأيام وخضعت ثغرة الشرك ، وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين .
فانّى حرتم بعد البيان ؟ واسررتم بعد الإعلان ؟ ونكصتم بعد الإقدام ؟
ذاك حتّى رحى الشّريعة دارت *** حـين دارت بنا مدار رحاها
حلب الدّهر درّ خيراً وغاضت *** نعرة الشّرك وانتهى غوغاها
وخبى الكـفر والشّقاق وقرّت *** فـورة الإفك وانمحى غلواها
وهـدير الهـرج استقرّ وقامت *** نظم الدّيـن فـي أتمّ بنـاها
كـيف بعد البيان حـرتم وأنّى *** قـد نكصتم إلى الوراء تياها
كـيف أخـفيتموا الولاية سرّاً *** بـعد إعلانها ورفـع لـواها
حبّ الراحة سبب خذلان الحقّ !
وأشركتم بعد الإيمان ؟
« الا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمّوا باخراج الرسول وهم بدؤكم أول مرة ، أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين » .
ألا : قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض
كيف بعد الإيمان للشّرك ملتم *** وسبيل الهدى تركتم هداها
أولا تعلنون حـرب عسـيرٍ *** نـكثت ذمّـة اليمين وفاها
وبأخـراج خاتم الرّسل همّوا *** بدأوا حـربكم وأجّوا لظاها
أفـتخشونهم فـــللّه أولى *** بتقاكم ، والله أعظم جـاها
إن تكـونوا عبدتموه بصدق *** وله عفّر التـراب الجباها
إنّما قد أرى إلى الخفض ملتم *** وآستطبتم من الحياة حلاها