responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمال المرأة وجلالها نویسنده : جوادی آملی، عبدالله    جلد : 1  صفحه : 54

في الآية الأولى ، كلام عن تعليم القرآن ، ثم كلام عن خلق الإنسان ، ثم كلام عن تعليم البيان. ومع ان النظم الطبيعي هو ان الإنسان يخلق أولاً ، ثم يتعلم البيان ، ثم يفهم القرآن . ( الرحمن ^ علّم القرآن ^ خلق الإنسان ^ علمه البيان ) الرحمن ، هو المعلم ، ورحمته واسعة .

( ورحمتي وسعت كل شيء ) [1] .

أي ان استاذاً عاماً يدرس . إذا قيل : إنّ مهندساً يدرس ، فذلك يعني أنه يدرس هندسة ، طبيب يدرس ، فيعني أنه يدرس الطب ، وإذا قيل أن أديباً يدرس ، فيعني أن دراسته أدبية ، وإذا قيل أن الرحمن يدرس ، فيعني انه يدرس الرحمة التي لا نهاية لها ، وإذا بيّن معنى الرحمة ومصاديقها في القرآن يتضح ما هو الدرس الذي يعطيه مدرس الرحمة للناس ، وكيف أن النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو رحمة للعالمين . أنه نفسه درس معلم . هو الرحمن ، إذا لم يستعن أحد برحمة الله ، فهو ليس بإنسان ، وإذا لم يكن الشخص إنساناً فهو بهيمة ، وإذا أصبح بهيمة ، فكلامه مبهم ، وإذا كان كلامه مبهماً . فقوله ليس بياناً .

بناء على هذا فان هذه الدرجات الأربع هي في طول بعضها البعض ، فالله معلم بعنوان ووصف الرحمانية في البداية ، وعندما يتربى التلميذ في مدرسة الرحمة هذه ، يصبح إنساناً ، وعندما يصبح انساناً ، فكلامه واضح وقوله بيان . لذا فهذه الأمور الأربعة تنظم ( بعضها قبل بعض وبعضها بعد بعض ) .

الخلاصة ان الله تعالى . حين ذكر أن القرآن ( هدى للناس ) و ( الرحمن ^ علم القرآن ) ، وتلاميذ هم الناس ، عند ذلك ليس الكلام عن


[1] سورة الأعراف ، الآية : 156

-
نام کتاب : جمال المرأة وجلالها نویسنده : جوادی آملی، عبدالله    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست