نام کتاب : جمال المرأة وجلالها نویسنده : جوادی آملی، عبدالله جلد : 1 صفحه : 54
في الآية الأولى ، كلام عن تعليم القرآن ، ثم كلام عن خلق الإنسان ،
ثم كلام عن تعليم البيان. ومع ان النظم الطبيعي هو ان الإنسان يخلق أولاً ،
ثم يتعلم البيان ، ثم يفهم القرآن . ( الرحمن ^ علّم القرآن ^ خلق الإنسان ^ علمه البيان ) الرحمن ، هو المعلم ، ورحمته واسعة .
أي ان استاذاً عاماً يدرس . إذا قيل : إنّ مهندساً يدرس ، فذلك
يعني أنه يدرس هندسة ، طبيب يدرس ، فيعني أنه يدرس الطب ، وإذا قيل أن
أديباً يدرس ، فيعني أن دراسته أدبية ، وإذا قيل أن الرحمن يدرس ، فيعني
انه يدرس الرحمة التي لا نهاية لها ، وإذا بيّن معنى الرحمة ومصاديقها في
القرآن يتضح ما هو الدرس الذي يعطيه مدرس الرحمة للناس ، وكيف أن النبي
الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو رحمة للعالمين . أنه نفسه درس معلم .
هو الرحمن ، إذا لم يستعن أحد برحمة الله ، فهو ليس بإنسان ، وإذا لم يكن
الشخص إنساناً فهو بهيمة ، وإذا أصبح بهيمة ، فكلامه مبهم ، وإذا كان كلامه
مبهماً . فقوله ليس بياناً .
بناء على هذا فان هذه الدرجات الأربع هي في طول بعضها البعض ،
فالله معلم بعنوان ووصف الرحمانية في البداية ، وعندما يتربى التلميذ في
مدرسة الرحمة هذه ، يصبح إنساناً ، وعندما يصبح انساناً ، فكلامه واضح
وقوله بيان . لذا فهذه الأمور الأربعة تنظم ( بعضها قبل بعض وبعضها بعد بعض
) .
الخلاصة ان الله تعالى . حين ذكر أن القرآن ( هدى للناس ) و ( الرحمن ^ علم القرآن ) ، وتلاميذ هم الناس ، عند ذلك ليس الكلام عن