ولأن العترة الطاهرة عليهم السلام هم نور واحد ، وكلامهم كلهم هو
انه ( مالله آية أكبر مني ) ، فهؤلاء أقرب إلى الله من سائر الكائنات قطعاً
، ولما كانوا أقرب إلى الله ، تظهر الأوصاف الإلهية فيهم أكثر من الآخرين
أيضاً ، وتلك الجامعية التي لديهم يفتقدها الآخرون ، ولما كان هؤلاء جامعي
الحضور والغياب والظاهر والباطن . استطاعوا ان يكونوا خليفة الله ، يكونوا
خليفة الله في زمان غيبتنا ، وفي مكان غيبتنا ، وفي زمان حضورنا وظهورنا ،
عندما نكون موجودون ، فهم معنا أيضاً ومصاحبون حاضرون ، وعندما نكون غير
موجودين فهم خليفتنا ؛ لأنهم خليفة الله الذي ( هو الباطن ) . إذا وصل شخص
إلى هذا المقام لا يقوم بشيء عدا الخير ، ورؤيته محيطة وسعيه غير محدود ،
ومثل هذا الموجود يمكن ان يكون خليفة الله .
إذا حلل هذا المعنى يتضح ان الذكورة والأنوثة ليست لها فيه دور
أساساً ؛ لأن ما هو غائب مع حفظ حال الحضور ، ومع حفظ حال الغيبة ، أي ظاهر
وباطن هي روح الإنسان وليس البدن . فالبدن إذا كان حاضراً في
[1] نهج البلاغة ، تحقيق صبحي الصالح ، الخطبة 46 ص 86 .