ردته بانت منه امرأته ولكنه لا يقبل استحسانا لان القتل عقوبة
وهو ليس من أهل أنيلتزم العقوبة في الدنيا بمباشرة سببها كسائر العقوبات
ولكن لو قتله انسان لم يغرم شيئا لان من ضرورة صحة ردته اهدار دمه وليس من
ضرورته استحقاق قتله كالمرأة إذا ارتدت لا تقتل ولو قتلها قاتل لم يلزمه شئ
وهذه فصول أحدها في الذى أسلم تبعا لابويه إذا بلغ مرتدا في القياس يقتل
لارتداده بعد اسلامه وفى الاستحسان لا يقتل ولكن يجبر علي الاسلام لانه
ماكان مسلما مقصودا بنفسه وانما يثبت له حكم الاسلام تبعا لغيره فيصير ذلك
شبهة في اسقاط القتل عنه وان بلغ مرتدا والثانى إذا أسلم في صغره ثم بلغ
مرتدا فهو على هذا القياس والاستحسان لقيام الشبهة بسبب اختلاف العلماء في
صحة اسلامه في الصغر والثالث إذا ارتد في صغره والرابع المكره على الاسلام
إذا ارتد فانه لا يقتل استحسانا لانا حكمنا باسلامه باعتبار الظاهر وهو أن
الاسلام مما يجب اعتقاده ولكن قيام السيف على رأسه دليل على أنه غير معتقد
فيصير ذلك شبهة في اسقاط القتل عنه وفى جميع ذلك يجبر على الاسلام ولو قتله
قاتل قبل أن يسلم لا يلزمه شئ وإذا ارتد السكران في القياس تبين منه
امرأته لان السكران كالصاحي في اعتبار أقواله وأفعاله حتى لو طلق امرأته
بانت منه ولو باع أو أقر بشئ كان صحيحا منه ولكنه استحسن وقال لاتبين منه
امرأته لان الردة تنبنى على الاعتقاد ونحن نعلم أن السكران غير معتقد لما
يقول ولانه لاينجو سكران من التكلم بكلمة الكفر في حال سكره عادة والاصل
فيه ماروى أن واحدا من كبار الصحابة رضى الله عنهم سكر حين كان الشرب حلالا
وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل أنتم الاعبيدى وعبيد آبائى ولم
يجعل ذلك منه كفرا وقرأ سكران سورة قل يا أيها الكافرون في صلاة المغرب
فترك اللاآت فيه فنزل فيه قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة
وأنتم سكاري حتى تعلموا ما تقولون فهو دليل على أنه لا يحكم بردته في حال
سكره كما لا يحكم به في حال جنونه فلا تبين منه امرأته والمكره على الردة
في القياس تبين منه أمرأته وبه أخذ الحسن لانا لا نعلم من سره ما نعلم من
علانيته وانما ينبني الحكم على ما نسمع منه ولهذا يحكم باسلامه ان أسلم
مكرها ولا أثر لعذر الاكراه في المنع من وقوع الفرقة كما لو أكرهعلى الطلاق
وفى الاستحسان لا تقع الفرقة بينه وبين امرأته لان قيام السيف على رأسه
دليل ظاهر على أنه غير معتقد لما يقول وانما قصد به دفع الشر عن نفسه
والردة ننبني على