ولنا أنه دم واجب للاحرام فكان له بدل كدم التمتع والطيب واللباس
وترك النص عليه لا يمنع قياسه على غيره ويتعين الانتقال إلى صيام عشرة
أيام كبدل هدي التمتع ، وليس له أن يتحلل الابعد الصيام كما لا يتحلل واجد
الهدي إلا بنحره وهل يلزمه الحلق أو التقصير مع ذبح الهدي والصيام ؟
فيهروايتان ( احداهما ) لا يلزمه وهو ظاهر كلام الخرقي لان الله تعالى ذكر
الهدي وحده ولم يشرط سواه ( والثانية ) عليه الحلق أو التقصير لان النبي
صلى الله عليه وسلم حلق يوم الحديبية وفعل في النسك دال على الوجوب ولعل
هذا يبني على الخلاف في الحلق هل هو نسك أو اطلاق من محظور وفيه اختلاف
ذكرناه فيما مضى ( فصل ) ولا يتحلل الا بالنية مع ما ذكرنا فيحصل الحل
بشيئين : النحر الصوم مع النية على قولنا إن الحلاق ليس بنسك وان قلنا هو
نسك حصل بثلاثة أشياء الحلاق مع ما ذكرنا ، فان قيل فلم اعتبرتم النية ههنا
ولم تعتبروها في غير المحصر قلنا لان من أتى بأفعال النسك فقد أتى بما
عليه فيحل منها باكمالها فلم يحتج إلى نية بخلاف المحصر فانه يريد الخروج
من العبادة قبل اكمالها فافتقر إلى قصده ولان الذبح قد يكون لغير الحل فلم
يتخصص الا بقصده بخلاف الرمي فانه لا يكون الا للنسك فلم يحتج إلى قصد ( فصل ) فان نوى التحلل قبل الهدي أو الصيام لم يحل وكان على احرامه حتى ينجر
الهدي أو