نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 173
لقد ملئت نفس عمار بالايمان فكان الدين عنصراً مقوماً لمزاجه ،
وذاتياً من ذاتياته ، وقد أنزل الله تعالى في حقه غير آية من كتابه كلها
تمجيد له ، وثناء عليه فهو المعني بقوله تعالى : ﴿ أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ﴾ [1] .
وقال تعالى فيه : « أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس » [2] .
ونزلت آية في الثناء عليه وفي ذم الوليد وهي قوله تعالى : ﴿ أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ﴾ [3] .
وقد اهتممت في شأنه ، وقدمته على غيره من صحابتي وذلك لما لمست فيه
من عظيم الثقة والإيمان بالله ، فقلت في حقه : « من عادى عماراً عاداه
الله ومن ابغض عماراً أبغضه الله » [4] .
وجرت بينه وبين شخص مشادة فنالَ من عمار ، فلما سمعت ذلك غضبت وقلت في حقه :
« ما لهم ولعمار ، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار ، إن
عماراً جلدة ما بين عيني وأنفي فاذا بلغ ذلك من الرجل فاجتنبوه » [5] .
وقلتَ فيه :
[1] سورة الزمر : آية 9 نص على نزولها في عمار القرطبي في تفسيره 3 / 43 ، وابن سعد في طبقاته 3 / 178 .
[2]ـ سورة الانعام : آية 122 نص على نزولها في عمار السيوطي في تفسيره 3 / 43 ، وابن كثير في تفسيره 2 / 172 .
[3]ـ سورة القصص : آية 61 نص على نزولها في عمار والوليد الواحدي في أسباب النزول ص 255 ، والزمخشري في تفسيره 2 / 386 .