نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 172
وخليلي لقي في سبيل الاسلام أعظم الجهد ، وأقسى ألوان البلاء
والخطوب عُذِّب مع أبويه أعنف التعذيب ، فقد صبّت عليهم قريش أواناً مريعة
من العذاب الأليم فألهبت أبدانهم بمكاوي النار ، وضربتهم ضرباً موجعاً ،
ووضعت على صدورهم الأحجار الثقيلة ، وصبّت عليهم قرباً من الماء وكنت اجتاز
عليهم فأرى ما هم فيه من مزيد المحنة والعذاب فتذوب نفسي أسى وحزناً عليهم
فقلت لهم :
وبقيت هذه الأسرة العظيمة مصرة على الايمان غير حافلة بعذاب قريش
وهي تسخر بأوثانها وأصنامها فورم من ذلك أنف أبي جهل ، وانتفخ سحره ، وجلعت
عيناه تقدحان شرراً وغيظاً فعمد الى سمية فطعنها في قلبها فماتت وهي أول
شهيدة في الاسلام ، وعمد الأثيم بعد ذلك إلى ياسر فقتله .
وظل عمار يعاني آلام التعذيب قد مزق الحزن قلبه على فقد أبويه ،
وأضناه التعذيب فعرضت عليه قريش سبي فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ،
فأخبرت أن عماراً قد كفر .
فقلت ( كلا ) : إن عماراً ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه ، واختلط الايمان بدمه ولحمه .
وأقبل عمار عليّ وهو يبكي فجعلت أمسح عينيه وقلت له :
« إن عادوا لك فعد لهم بما قلت » .
وأنزل الله تعالى فيه « من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان » [3] .