responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 172

وخليلي لقي في سبيل الاسلام أعظم الجهد ، وأقسى ألوان البلاء والخطوب عُذِّب مع أبويه أعنف التعذيب ، فقد صبّت عليهم قريش أواناً مريعة من العذاب الأليم فألهبت أبدانهم بمكاوي النار ، وضربتهم ضرباً موجعاً ، ووضعت على صدورهم الأحجار الثقيلة ، وصبّت عليهم قرباً من الماء وكنت اجتاز عليهم فأرى ما هم فيه من مزيد المحنة والعذاب فتذوب نفسي أسى وحزناً عليهم فقلت لهم :

« إصبروا آل ياسر موعدكم الجنة » [1] .

ودعوت لهم مرة فقلت :

« اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت » [2] .

وبقيت هذه الأسرة العظيمة مصرة على الايمان غير حافلة بعذاب قريش وهي تسخر بأوثانها وأصنامها فورم من ذلك أنف أبي جهل ، وانتفخ سحره ، وجلعت عيناه تقدحان شرراً وغيظاً فعمد الى سمية فطعنها في قلبها فماتت وهي أول شهيدة في الاسلام ، وعمد الأثيم بعد ذلك إلى ياسر فقتله .

وظل عمار يعاني آلام التعذيب قد مزق الحزن قلبه على فقد أبويه ، وأضناه التعذيب فعرضت عليه قريش سبي فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ، فأخبرت أن عماراً قد كفر .

فقلت ( كلا ) : إن عماراً ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه ، واختلط الايمان بدمه ولحمه .

وأقبل عمار عليّ وهو يبكي فجعلت أمسح عينيه وقلت له :

« إن عادوا لك فعد لهم بما قلت » .

وأنزل الله تعالى فيه « من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان » [3] .


[1] مجمع الزرائد 9 ـ 263 .

[2]ـ مسند أحمد 1 ـ 62 .

[3]ـ سورة النحل : آية 106 ، ذكر نزولها في عمار الواحدي في أسباب النزول ص 212 ، والطبري في تفسيره 14 ـ 122 ، وابن سعد في طبقاته 3 ـ 178 .

نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست