نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی جلد : 2 صفحه : 372
بهم، فيقول لهم: لا تملّوا الشيخ، فكان الحسن إذا علم ذلك يقول: دعهم يا
لكع، فإنهم أحب إلي منكم، فهؤلاء يحبوني للَّه عزّ و جلّ و أنتم تريدوني
للدنيا. و قال أبو معاوية الأسود:
إخواني كلهم خير مني، قيل: و كيف ذاك قال كلهم يرى الفضل لي عليه، و من
فضلني على نفسه فهو خير مني. و قد روينا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم:
المرء على دين خليله، و لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما يرى لنفسه. و
كان الأعمش يقول: من أخفى عنا بدعته لم يخف عنا ألفته، أي ينظر إلى إخوانه
الذين يألفهم، فيستدل عليه بهم. و قد روى الأصمعي عن مجاهد عن الشعبي قال:
قال عليّ بن أبي طالب: كرم الله وجهه لرجل و كره له صحبة رجل رهق فقال
شعرا:
لا تصحب أخا الجهل و إياك و إياه
فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ما شاه
و للشيء من الشيء مقاييس و أشباه
و للقلب على القلب دليل حين يلقاه
و أنشد محمد بن جامع الفقيه شعرا:
تذلل لمن إن تذللت له يرى ذاك للفضل لا للبله
و جانب صداقة من لا يزال على الأصدقاء يرى الفضل
له
و أنشدنا لبعض الأدباء:
كم من صديق عرفته بصديق صار حظي من الصديق العتيق
و رفيق رأيته في طريق صار عندي محض الصديق
الحقيقي
و روينا عن الحسن بن عليّ عليهما السلام في وصف الأخ كلاما رجزا جامعا
مختصرا:
إن أخاك الحق من كان معك و من يضر نفسه لينفعك
و من إذا ريب الزمان صدعك شتت شمل نفسه ليجمعك
و لا تصحّ مؤاخاة مبتدع في الله تعالى، و لا محبة فاسق يصحب على فسوقه، و
لا محبة فقير أحب غنيا لأجل دنياه، و لا ما يناله من عاجل مهناه، و قد تصح
المحبة بين الغني و الفقير، و توجد الأخوة إن لم يقم الغني بحقوق أخيه، إذا
آثره أخوه بما يحب أن يؤثره به، فلم يفتضه. و قد تصح الأخوة بين العالم و
الجاهل، و بين الصالح و الطالح لأجل التدين من
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی جلد : 2 صفحه : 372