responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 650

ألا وقد أرى قد أخلدتم إلى الخفض ، وأبعدتم مَن هو أحقّ بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ، ونجوتم بالضيق من السعة ، فمججتم ما دعيتم ، ووسعتم الذي تسوغتم ، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّ الله لغنيّ حميد .

ألا وقد قلتّ هذا على معرفة منّي بالحذالة التي خامرتكم ، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنّها فيضة النفس ، ونفثة الغيظ ، وخور القناة ، وثبة الصدر ، وتقدمة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر ، نقبة الخف ، باقية العار ، موسوعة بغضب الجبار وشنار الأبد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة ، فبعين الله ما تفعلون ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) [1]وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا إنّا عاملون ، ( وانتظر وإنّا منتظرون ) [2] .

فأجابها أبوبكر عبدالله بن عثمان وقال : يا بنتَ رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفاً كريماً ، رؤوفاً رحيماً ، وعلى الكافرين عذاباً أليماً ، وعقاباً عظيماً ، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا إلفك دون الأخلاء ، آثره على كلّ حميم ، وساعده في كلّ أمر جسيم . لا يحبكم إلاّ سعيد ، ولا يبغضكم إلاّ شقي بعيد ، فأنتم عترة رسول الله الطيّبون ، الخيرة المنتجبون ، على الخير أدلّتنا ، وإلى الجنة مسالكنا .

وأنت يا خيرة النساء ، وابنة خيرة الأنبياء صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقّك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ما عدوت رأي رسول الله ولا عملت إلاّ بإذنه ، والرائد لا يكذب أهله ، وإنّي اُشهد الله ـ وكفى به شهيداً ـ أنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :

« نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً ، وإنما


[1]ـ الشعراء : 227 .

[2]ـ هود : 122 .

نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 650
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست