نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 651
نورّث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة فلوليّ الأمر بعدنا يحكم فيه بحكمه » .
وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح ، يقاتل بها المسلمون
ويجاهدون الكفّار ، ويجالدون المردة الفجار ، وذلك بإجماع المسلمين لم
أنفرد به وحدي ، ولم استبدّ بما كان الرأي عندي ، وهذه حالي ومالي هي لك
وبين أيديك ، ولا تزوى عنك ، ولا تدخر دونك ، وإنّك وأنت سيّدة اُمّة أبيك ،
والشجرة الطيّبة لبنيك ، لاندفع مالكِ من فضل ، ولا يوضع في فرعكِ وأصلكِ ،
حكمكِ نافذ فيما ملكت يداي ، فهل ترين أن اُخالف في ذلك أباك صلى الله
عليه وآله وسلم ؟
فقالت عليها السلام :
« سبحان الله ، ما كان أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن
كتاب الله صادفاً ، ولا لأحكامه مخالفاً ، بل يتبع أثره ، ويقفو سوره ،
أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له
من الغوائل في حياته ، هذا كتاب الله حكم عدل ، وناطق فصل يقول : ﴿ يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾ [1] ، ويقول : ﴿ وورث سليمان داود ﴾
[2] وبيّن عزّ وجلّ فيما وزع من الأقساط ، وشرع من الفرائض والميراث ،
وأباح من حظّ الذكران والإناث ما أزاح به علّة المبطلين ، وأزال التظنين
والشبهات في الغابرين : كلا ﴿ بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً ، فصبرٌ جميل ، والله المستعان على ما تصفون ﴾ [3] .
فقال أبوبكر : صدق الله ورسوله ، وصدقتْ ابنته ، أنتِ معدن الحكمة ،
وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدين ، وعين الحجّة ، لا اُبعد صوابكِ ، ولا
اُنكر خطابكِ ، هؤلاء المسلمون بيني وبينكِ ، قلّدوني ما تقلّدت ، وبإتفاق
منهم أخذتُ ما أخذت ، غير مكابر ولا مستبد ، ولا