نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 412
ولم تزل العرب على هذه الحال الى أن ربّى بعض الصحابة يتيمة بعد
هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالوا : لو سألت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم هل يجوز تزويج اليتيمة ممّن رباها ؟ ففعل ذلك ، فأنزل
الله جلَّ ذكره : ﴿ ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ﴾ [1] الآية ، وقوله : ﴿ ألا تقسطوا في اليتامى ﴾
[2] الآية ، فهذا الخطاب كان كلّه متّصلاً بعضه ببعض في حال التنزيل ،
ففرق وقت التأليف لهذا المصحف الذي في أيدي الناس جهلاً كان من المؤلفين
بالتنزيل ، فأطلق الله سبحانه في الإسلام تزويج اليتيمة ممّن يربيها ، فسقط
عن المربي للأيتام انتسابهم إليه .
فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نسب ابنتي هند على ما
وصفناه في سنة العرب في الجاهلة ، فدرج نسبها عند العامة كذلك ، ثم نسب
أخوهما أيضاً هند إلى خديجة ، إذ كان اسم خديجة ثابتاً معروفاً ، وكان اسم
أختها هالة خاملاً مجهولاً ، فظنّوا ـ لما غلب اسم خديجة على اسم هالة
أختها في نسب ابنها ـ أنّ أباهند كان متزوّجاً بخديجة قبل رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، فانتسبوا إليها .
وتحقّق في ظنّهم بجهلهم بأمر أخت خديجة أنّ هنداً كان قد عمّر حتى
لحق أيام الحسين عليه السلام ، فقتل بين يديه وهو شيخ ، فقال الناس : قُتل
خال الحسين عليه السلام هند ابن أبي هند التميمي ، وأنّه كان هند ابن خالة
فاطمة اُم الحسين عليه السلام على ما شرحناه ، فلم يتميّز العوام هذا القول
، وقدر السامع له أنّ هنداً كان ابن خديجة ، ولم يجعلوا أباهند التميمي
أنّه والد هند ؛ لبلوغ هند قبل موت أبي هند وجهلهم اسم اُم هند عند خملوها
مع ظهور اسم خديجة ، وجهلوا اسم هالة اُختها اُم هند بنت أبي هند التميمي .
ولما وقع بيني وبين مَن نسب إلى هند من ولده مجادلات ومناظرات فيما
ينسبون إليه من خديجة ، وما يجهلون من جدّتهم هالة اُخت خديجة ، ولما
عرّفتهم الصحيح من ذلك ، اشتد عليهم وجادلوني أشد مجادلة في أنّهم من ولد
خديجة ، فأعلمتهم أنّ ذلك جهل منهم بنسبهم ،