نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 411
على مَن يقول : إنّ الرسولَ كان في الجاهلية كافراً يعبد الأصنام
، ولمّا وجب ذلك ثبت أن الرسول كان في زمن الجاهلية على دين يرتضيه منه
الله غير دين الجاهلية ، وقد شرحنا عن ذلك الحال في كتاب « تنزيه الأنبياء »
ما فيه كفاية لاُولي الألباب .
ولمّا وجب ما وصفناه وثبتت حجّته ، كان محالاً أن يزوّج رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ابنتيه من كافرين من غير ضرورة دعت إلى ذلك ، وهو
مخالف لهم في دينهم عارف بكفرهم وإلحادهم ، ولما فسد هذا بطل أن تكونا
ابنتيه .
وصحّ لنا فيهما ما رواه مشايخنا من أهل العلم عن الأئمة من أهل
البيت عليهم السلام ، وذلك أنّ الرواية صحّت عندنا عنهم أنّه كانت لخديجة
بنت خويلد من اُمّها اُخت يقال لها : هالة ، قد تزوّجها رجل من بني مخزوم
فولدت بنتاً اسمها هالة ، ثم خلّف عليها بعد أبي هالة رجل من تميم يقال له :
أبو هند ، فأولدها ابناً ـ كان يسمّى هند بن أبي هند ـ وابنتين ، فكانتا
هاتان الابنتان منسوبتين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زينب
ورقيّة من امرأة اُخرى قد ماتت ، ومات أبو هند وقد بلغ ابنه مبالغ الرجال
والابنتان طفلتان . وكانتا في حدثان تزويج رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بخديجة بنت خويلد ، وكانت هالة اُخت خديجة بنت خويلد فقيرة ، وكانت
خديجة من الأغنياء الموصوفين بكثرة المال .
فأمّا هند بن أبي هند فإنّه لحقَ بقومه وعشيرته بالبادية ، وبقيت
الطفلتان عند اُمهما هالة اُخت خديجة ، فضمّت خديجة اُختها هالة مع
الطفلتين إليها وكفلت جميعهم . وكانت هالة اُخت خديجة هي الرسول بين خديجة
وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حال التزويج ، فلمّا تزوّج
الرسول بخديجة ماتت هالة بعد ذلك بمدّة يسيرة وخلّفت الطفلتين زينب ورقيّة
في حجر رسول الله وحجر خديجة فربّياهما .
وكان من سنّة العرب في الجاهلية من يربّي يتيماً ينسب ذلك اليتيم
إليه ، وإذا كانت كذلك فلم يستحل لمن يربيها تزويجها ؛ لأنّها كانت عندهم
فزعمهم بنتاً لمربيها ، فلما ربّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وخديجة هاتين الطفلتين الابنتين ، ابنتى أبي هند زوج اُخت خديجة ، نسبتا
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 411