نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 28
وكانت بنو تميم وكندة من أشهر القبائل تئد البنات خوفاً رحمه الله لمزيد الغيرة .
ومنهم من يئد البنات لا لغيرة أو خوف من عار ، بل إذا كانت مشوّهة
أو بها عاهة ، مثلاً إذا كانت زرقاء أو سوداء أو برشاء أو كساح ، ويمسكون
من البنات من كانت على غير تلك الصفات لكن مع ذلّ وعلى كره منهم .
ومنهم من يئد البنات خوف الفقر والفاقة رحمه الله لأنّ العرب يعيشون
في أرض قاحلة لا كلأ فيها ولا ماء ، فتمرّ عليهم سنون شديدة قاسية ،
فيضطرون لأكل العلهز ، وهو الوبر بالدم ، وذلك من شدةّ الجوع ، وإلى هذا
أشار تعالى في قوله :
﴿ ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ﴾ [1] .
وقال عزّ وجل :
﴿ قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرّموا ما رزقهم الله إفتراءً على الله قد ضلّوا وما كانوا مهتدين ﴾ [2] .
وقال تعالى :
﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً ﴾ [3] .
وأوّل من وأد بنته هو قيس بن عاصم ، في قصة معروفة يرويها لنا
التأريخ ، وهي أنّ بني تميم منعوا الملك النعمان ضريبة الأتاوة التي كانت
عليهم ، فجرّد عليهم النعمان أخاه الريان مع إحدى كتائبه ، وكان أكثر
رجالها من بني بكر بن وائل ، فإستاق النعمان سبي ذراريهم ، فوفدت وفود بني
تميم على النعمان بن المنذر وكلموه في الذراري ، فحكم النعمان بأن يجعل
الخيار في ذلك إلى النساء ، فأية امرأة اختارت زوجها ردّت إليه ، فشكروا له
هذا الصنيع . وكانت من بين النساء بنت قيس بن عاصم ، فاختارت سابيها على
زوجها ، فغضب