responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 50

الأمر فيقول:(رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) (القصص: 33)، يعني ربَّما لن أوفَّق لأداء تمام المسؤولية، فإنَّه لا خوف شخصي كما مرَّ سابقاً، بل إنَّ الخوف الذي ينتاب المصلحين الإلهيين والمنجين، ليس خوفاً شخصياً من نزعة ذاتية وحبّ الذات وحبّ البقاء، كيف وهم روّاد الشهود على البشرية، كنماذج بشرية اصطفاها الله عز وجل للإصلاح، وإنَّما خوف من عدم إتمام وإكمال البرنامج الإلهي، وعدم التوفيق في الاضطلاع بأداء المهمّة الإلهية كالإصلاح والإنجاء للمستضعفين والمظلومين في الأرض، وقلع الفساد الذي يتفشّى في أرجاء الأرض. نعم‌(وَ أَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ* قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما...) (القصص: 35 33)، أنظروا قوله تعالى:(وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً)، أي إنَّ الحراسة الإلهية والضمانة الإلهية للمصلحين والمُنجين موجودة، في حين لا تواكل ولا جبر ولا تفويض، وإنَّما أمر بين أمرين، التوكّل يعني أن يقوم المصلح بأدواره، ومن وراء ذلك الحراسة الإلهية، والضمانة الإلهية موجودة.

ظاهرة اختفاء وغيبة الأنبياء عليهم السلام سُنّة إلهية:

بعد أن استكملنا ظاهرة النبيّ موسى عليه السلام باعتباره مصلحاً ومنجياً إلهياً وهادماً لعروش الفراعنة والظالمين وما رافق ذلك من خفاء ولادته عليه السلام وغيبته في فترة ترعرعه ونموّه ونشوئه، ثمّ غيبته الثانية في بلاد مدين، ثمّ قيامه بالإعلان والظهور للإصلاح وإنقاذ بني إسرائيل والبشرية من مخالب الظالمين والمفسدين، نواجه هنا هذا السؤال، وهو: هل ما جرى في ظاهرة النبيّ موسى عليه السلام المصلح المنجي الإلهي هو سُنّة إلهية دائمة، أم حالة استثنائية خاصّة بالنبيّ موسى عليه السلام؟

نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست